Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 42-48)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

آياتي : المعجزات ، منها العصا واليد البيضاء . لا تنيا : لا تقصّرا ، لا تفترا . في ذكري : في تبليغ رسالتي . قولاً لينا : كلاما لطيفا لا عنف فيه ولا خشونة . ان يفرط علينا : ان يعجّل علينا بالعقوبة . والسلام على من اتبع الهدى : السلامة من العذاب لمن آمن وصدق . بعد ان أجاب الله موسى ما سأله ، شرع الكتابُ الكريم يذكر الأوامر والنواهي التي طلب اليه الله ان يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على اكمل وجه . اذهبْ انت وأخوك الى فرعون ، مؤيدَين بمعجزاتي التي زودتك بها : العصا واليد البيضاء ، وغيرها ، كما قال تعالى في الآية 101 من سورة الاسراء : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } ولا تتهاونا في تأدية الرسالة التي حمَّلتكما إياها . إذهبا الى فرعون معاً وبلِّغاه الرسالة ، لأنه طغى وتجبرَّ حتى ادّعى الربوبية { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات : 24 ] . وكثيراً ما يخُصُّ فرعونَ بالدعوة لأنه كان متجبرا متألِّهاً ، فلو أنه استجابَ للدعوة لآمنَ قومُه جميعا . ثم أرشدهما كيف تكونُ دعوتُهما لفرعون بقوله : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } . فكلِّماه بكلامٍ رقيق لين ، ليكون أوقعَ في نفسه ، لعلَّه يجيب دعوتكما الى الإيمان ، ويخشى عاقبة كفره وطغيانه . قال موسى وهارون متضرّعَين الى الله : يا ربّنا ، إننا نعرف هذا الجبّارَ المتكبر ، ونخشى ان يبادرَنا بالأذى والعقوبة ، او يزدادَ طغياناً وكفرا . وهنا يشجّعهما الله تعالى ، بأنه معهما . لا تخافا من فرعون ، إنني معكما بالرعاية والحفظ ، أسمعُ لكل ما يجري في هذا الكون ، وأُبصر ما يفعل فرعونُ وغيره ، فلا يستطيع ان يُلحق بكما أذى . اذهبا إلى فرعون فقولا له : إننا رسولان إليك من ربك ، جئنا ندعوكَ الى الإيمان به ، ونسألك ان تُطلق بني إسرائيل من الأسر والعذاب . وقد أتيناكَ بمعجزةٍ من الله تشهد لنا بصدق ما دعوناك اليه ، { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } . والسلامةُ والأمنُ من العذاب على من اتبع رسُلَ ربه ، واهتدى بآياته التي ترشد الى الحق . وان الله قد اوحى الينا ان عذابه الشديد واقع على من كذّبنا واعرض عن دعوتنا .