Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 57-64)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سُوى : مستوى من الارض . يوم الزينة : يوم عيدٍ كان لهم . يُحشر الناس : يجمعون فيه . فجمع كيده : ما يكيد به من السحرة وادواتهم . ويلكم : هلاك لكم . فيسحتكم : يستأصلكم بعذاب شديد . وأسرّوا النجوى : بالغوا في اخفاء كلامهم . بطريقتكم المثلى : بدينكم الصحيح . فأجمعوا كيدكم : اجعلوا كيدكم مجمَعاً عليه . صفّا : مصطفين . استعلى : غلب . فلما رأى فرعونُ ما عند موسى من الحجج والآيات اتهم موسى بالسِّحر ، وانه يريد بسحره اخراجه وقومه من أرضه ، ويجعلها في يد بني اسرائيل ، وقال ذلك ليحمِّس شعبه ويحملَهم على السخط على موسى ، فلا يتبعه أحد منهم . ثم قال : فوالله لنأْتينَّك بسحرٍ مثلِ سحرك ، فاجعلْ بيننا وبينك موعدا نجتمع فيه نحن وأنتم ، فنبطلَ ما جئتَ به بما عندنا من السِّحر ، ولا يتخلَّفَ منا أحد عن ذلك الموعد في مكانٍ مستوٍ مكشوف حتى يحضُرَه اكبرُ عددٍ من الناس . قال موسى : ميعادُكم للاجتماع يوم عيدكم الذي تسمّونه يوم الزينة ، فيجتمع الناس في ضحى ذلك اليوم ، ليكون الحفل عاماً ، وليشهدَ الناس ما يكون بيننا وبينكم . فانصرف فرعون من ذلك المجلس ، وأمر بجمع أعظم السحرة ، وأشرفَ بنفسه على جمْعِ كل وسائل السحر وأدواته . ثم أقبل في الموعد المحدد ، وجلس على سرير ملكه وحوله اكابر دولته وأعوانه ، واجتمع الناس ينتظرون . وجاء موسى يتوكأ على عصاه ومعه اخوه هارون وحدَهما لا سند لهما ولا نصير الا الله يسمع ويرى . ووقف موسى وحذر السّحَرة { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ ٱفْتَرَىٰ } . لا تختلقوا على الله الكذب ، بزعمكم أن فرعون إله ، وتكذِّبوا رسلَ الله ، فإن فعلتم استأصلكم الله بعذابٍ شديد ، وقد خابَ من افترى على الله الكذب . فلما سمع السحرةُ كلامَ موسى هاجوا وذُعروا ، فتشاوروا فيما بينهم ماذا يفعلون ، وبالغوا في كتمان ما يقولون عن موسى وأخيه حتى لا يسمعا ما يُقال عنهما . ثم يبين الله خلاصة ما استقرّت عليه آراؤهم بعد التشاور السّريّ الذي خاضوا فيه . { قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ … } . إن هذا الرجلَ وأخاه ساحران خبيران بصناعة السِحر ، وهما يعملان على إخراجكم من أرضكم ، حتى تكون الرياسةُ لهم دونكم . ثم بين السحرة ما يجب لمقابلة هذا الخطر الداهم فقالوا : { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } . اجعلوا ما تكيدون به موسى أمراً متفقا عليه ، ثم احضُروا مصطفّين مجتمعين ، وألقوا ما في أيديكم دفعةً واحدة ، لتكون لكم في نفوس الناسِ الهيبةُ والغلبة ، وقد فاز اليومَ من غلب . قراءات : قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب : يومُ الزينة بضم ميم يوم . والباقون : يوم الزينة بنصب الميم . وقرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب : فيُسحتكم : بضم الياء وكسر الحاء والباقون : فيَسحَتكم : بفتح الياء والحاء . وقرأ ابو عمرو : ان هذين لساحران ، بتشديد انّ ونصب هذين . وقرأ نافع وحمزة والكسائي ، وابو بكر عن عاصم : ان هذان لساحران . باسكان نون ان . وقرأ ابو عمرو وحده : فاجمعوا كيدكم ، بهمزة الوصل واسكان الجيم . والباقون : فأجمعوا كيدكم : بهمزة القطع .