Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 77-82)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أسرِ بعبادي : سر بهم ليلا . اضرب لهم طريقا في البحر يَبَسا : افتح لهم طريقا يابسا لا ماء فيه . لا تخاف دَرْكا : لا تخاف ان يلحقك احد . دركا : لَحاقا . فغشيهم من اليم ما غشيهم : فغمرهم من البحر ما علاهم . واضلّ فرعونُ قومه : صرفهم عن طريق الرشد والهداية . ولا تطغوا فيه : لا تأخذوه من غير حاجة اليه . هوى : سقط . { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي … } الآية . لم يذكر في هذه السورة ما الذي حصل بعد مواجهة موسى لفرعون وقومه حيث آمن السحرة وبنو اسرائيل ( ولقد فصّل ذلك في سورة اخرى ) وانما انتقل الكلام هنا الى الهجرة والنصر الكبير الذي حصل عند عبور البحر وغرقِ فرعون وجنوده . ثم أتبع ذلك بتعدادِ نعمه على بني اسرائيل ، وذكّرهم بأن يكونوا معتدلين فلا يأتوا أعمالا توجب غضبه ، وانه غفار لمن تاب وآمن . وأوحى الله الى موسى ان يخرج ببني إسرائيل ليلا ، وان يشقّ لهم طريقا في البحر ، وطمأَنه ان لا يخاف من فرعون فإنه لن يدركهم . وضرب موسى بعصاه البحر ، فانشق شقَّين ، كل جانب كأنه طودٌ عظيم كما جاء في سورة الشعراء { فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } ، واجتازه موسى ومن معه . وتبعهم فرعونُ وجنوده ، ودخلوا الطريق نفسها فانطبق عليهم الماء ، وغشيَهم من اليمّ ما غشيَهم ، وغرقوا جميعا . هكذا اضل فرعون قومه عن الحق ، وغرّر بهم فهلكوا . ثم عدد الله نعمه عليهم فقال : { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ … } . لقد أنجيناكم من عدوّكم فرعونَ وجنودِهِ حين كانوا يسومونكم سوءَ العذاب ، وقد أقرّ الله أعينكم بغرقِهم وأنتم تنظرون ، كما قال تعالى : { وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } [ البقرة : 50 ] . { وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ } . وواعدناكم جانب الطور الأيمن بمناجاةِ موسى لربه وإنزال التوراة عليه ، ونَزَّلنا عليكم المنَّ والسلوى رزقاً طيباً من الحلو ولحم الطير الشهي . وقلْنا لكم : كلوا من تلك اللذائذ التي أنعمنا بها عليكم ، ولا تطغوا فيه : لا تظلموا وتبطَروا فتركبوا المعاصي ولا تُسرفوا بل عيشوا في هذه النعم ، حتى لا ينزل عليكم غضبي ، ومن ينزل عليه فقد هلك . وإني لذو مغفرة عظيمة لمن يتوب عن شِركه ، ويقلع عن ذنبه ، ويخلص في العمل ، ويؤدي فرائضي . فهذه أربعة شروط كاملة تتحقق بها التوبة الحقيقية . قراءات : قرأ الجمهور : قد انجيناكم ، وواعدناكم بنون الجمع . وقرأ حمزة والكسائي وخلف : قد أنجيتكم من وواعدتكم . وقرأ الجمهور : " ما رزقناكم " بنون الجمع ، وقرأ حمزة والكسائي وخلف : " ما رزقتكم " بتاء المفرد . قرأ حمزة : لا تخف دركا . والباقون : لا تخاف دركا . وقرأ الكسائي : فيحلّ عليكم غضبي : بضم الحاء ، ومن يحلل عليه غضبي : بضم اللام . والباقون : بالكسر فيحِل ، ومن يحلِل عليه .