Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 16-23)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نقذِف : نرمي . فيدمغُه : فيُبطله ويمحوه . ومن معاني الدمغ : الكسرُ والشجّ . زاهق : زائل ، هالك . ومن عنده : يعني من عند الله ، وهم الملائكة . ينشرون : يحيون ، انشر أحيا . ولا يستحسرون : لا يتعبون . لا يفترون : لا يضعفون ؛ ولا يتراخون . { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } . لقد خلق اللهُ سبحانه هذا الكون لحكمة عنده ، لا لعباً ولا لهوا … خَلَقَه بنظام محكَم ، وصنعٍ بديع . فتكوينُ العالم وإبداع هذا الخلق مؤسس على قواعدَ أصيلة ، وغايات جليلة محكمة . { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } . ولو أراد الله تعالى ان يتخذ لهواً لاتخذه من عنده ، ولكن هذا مستحيل عليه ، ولن يفعله ، ولا يليق به . وانما خَلَقَنا اللهُ لحكمة ، وصوَّرَنا لغايةٍ سامية . { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } . بل أمْرُنا الذي يليق بنا أن لا يكون هناك لهو ، وإنما هو جِدٌّ فنقذف الحقَّ في وجه الباطل فيمحوه ويبطله ، فإذا هو هالك زائل ، والويلُ لكم أيها الكافرون من وصفِكم ربكم بصفاتٍ لا تليق به ، وافترائكم على الله ورسوله . هذه هي سُنّة الحياة الأصلية ، الحقُّ دائما يعلو ، واذا تفشّى الباطل وعلا امره فانما يكون ذلك من تقصير منا ، وتخاذلٍ في أمرنا ، وبعدٍ عن ديننا ، وفي الحديث الشريف : " للباطل صولة ثم يضمحلّ " . { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } . للهِ وحده كل ما في هذا الكون خَلْقاً ومُلْكا ، فمن حقه وحده أن يُعبَدَ . والملائكة عنده يعبدونه حقاً ولا يستكبرون عن عبادته والخضوع له ، ولا يكِلّون ولا يتعبون . { يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } . فهم دائبون في العبادة ليلَ نهار ، لا يتخلَّل تسبيحَهم وتنزيههم لله فتورٌ ولا ملل . { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } . بل عبدوا غيرَ الله ، واتخذوا آلهةً من هذه الأرض من الأصنام وغيرها . كيف يعبدون هذه الأصنام وهي لا تستطيع إعادة الحياة ! ثم أقام الدليلَ العقلي على التوحيد ونفيِ تعدُّد الآلهة فقال : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } . لو كان في السماواتِ والارض إله آخر غير الله لوقع الاضطرابُ والفساد في هذا الكون ، واختلّ النظام فيه بتعدد الآراء ، واختلاف الأوامر . { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } . فتنزيهاً لله ربّ العرش المحيط بهذا الكون ، عما يقول هؤلاء المشركون . { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } . الله تعالى هو الحاكم المطلق ، لا معقّب لحكمه ، وإرادته طليقةٌ لا يحدّها قيد من إرادةٍ اخرى ، فهو لا يحاسَب ولا يسأل عما يفعل ، فهو الحكيم العليم ، لا يخطىء في فعل شيء ، والخلقُ جميعهم يُسألون .