Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 27-35)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تولّ عنهم : تنحّ ، ابعد عنهم . ماذا يرجعون : ماذا يدور بينهم . الملأ : اشراف القوم . ألاّ تعلو عليَّ : الا تتكبروا . مسْلِمين : منقادين . افتوني : أشيروا علي . ما كنت قاطعةً أمراً : ما كنت لأعملَ أي شيء . حتى تشهَدون : حتى تحضرون . أراد سليمان ان يختبر الهدهد : أصادق هو ام كاذب ؟ فأعطاه كتاباً ليوصله الى ملكة سبأ ، واسمُها بلقيس . ذهب الهدهد بالكتاب وألقاه على سريرها ، فأخذته فإذا به : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } . لم ترِد الملكة ان تستبدّ بالجواب ، شأن بعض الملوك ، فجمعتْ رجال دولتها وأشراف القوم وأطلعتْهم على الكتاب . فأخذتهم العِزّةُ وثارت فيهم الحماسة وقالوا : { قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَٱلأَمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ } . وكانت الملكة عاقلةً فنظرت في الأمر بعين الفطنة ، ولم تغترّ بما أبداه رجالها من الحماسة وقالت لهم : ان دخول الملوك المدنَ والقرى فاتحين ليس من الأمور الهيّنة ، وليس أثره بالسّهل على أهلها . ( وكان من عادات الفاتحين قبل الاسلام ان يستعبِدوا المغلوبين ، ويذبحوا رجالهم ويستبيحوا نساءهم ويفسدوا الحرث والنسل ) . وعرضتْ عليهم رأياً آخر وجدته أقربَ الى حلّ هذه الأزمة التي أتتها من حيثُ لم تحتسِب ، ذلك ان تُرسلَ إلى سليمان بهدية تصانعه بها ، وتطلب مودّته ، ثم تنظر ماذا يرجع به رسُلُها الى سليمان .