Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الفساد : الخلل والاضطراب وإلحاق الضرر بالغير ، والجدب والقحط والظلم والبغي . لعلّهم يرجعون : لعلهم يتوبون . لا مردّ له : لا يقدر احد ان يرده . يصّدّعون : يتصدعون ، يتفرقون . يمهَدون : مهد الفراش : وطأهُ ، ومهد لنفسه خيرا : هيأه . يبيّن الله تعالى هنا ان الفسادَ يظهر في الأرض متمثِّلاً بالظلم والبغي والبؤس والفقر والقلق والحيرة ، وذلك بسبب ما كسَبت أيدي الناس من الذنوب ، وتركِهم لأوامر الله ، والبعدِ عن دينهم . إذن فإن الفساد في العباد إنما كان نتيجةَ أفعالهم . من ثَم أرشدهم الله الى ان من كان قبلَهم ممّن كانت أفعالُهم كأفعالهم - قد أصابهم الله بعذاب من عنده ، وصاروا مثلا لمن بعدهم وعبرة لمن خلفهم فقال : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } قل يا ايها النبي للمشركين : سيروا في نواحي الأرض ، فانظُروا كيف كانت نهايةُ الذين مضَوا قبلكم ؟ لقد أهلكهم الله وخرّب ديارهم لأن اكثرهم كانوا مشركين مثلكم . { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } اسلك ايها الرسول الطريقَ المستقيم الذي رسمه لك ربك ، وهو الدين الكامل ، من قبلِ ان يأتي يوم لا يستطيع احد ان يرده ، هو يوم الحساب . يومئذ يتفرق الناس بحسب اعمالهم { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } [ الشورى : 7 ] . ثم بين أن ما ناله كل منهم من الجزاء كان نتيجةً حتمية لعمله فقال : { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } إنهم يهيّئون لأنفسهم الخيرَ وهم في الجنة خالدون . { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } وهذا سيكون يوم القيامة ، حيث يلاقي كل انسانٍ ما عمله حاضراً . قراءات : قرأ ابن كثير ويعقوب : لنذيقهم بالنون . والباقون : ليذيقهم بالياء .