Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 46-51)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فتثير : تحرك . فيبسطه : فينشره . كسفا : قطعا . الودق : المطر . من خلاله : من بينه من بين السحاب . لَمبلسين : لآيسين ، مفردُها : مبلس ، وهو المتحسر الآيس . { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ … } الآية . من الدلائل على قدرة الله ورحمته انه يبعث الرياحَ مبشّراتٍ بالمطر الذي يسقيكم ويروي زروعكم ، ولتجري فيه السفن في البحار . كذلك لتطلبوا الرزق من فضل الله بالتجارة وغيرها ، واستغلال ما في البر والبحر ، ولتشكروه على نعمه التي لا تحصى . { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } سورة [ ابراهيم : 34 ] . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ … } الآيات . ان الله تعالى يجمع في هذه الآيات بين ارسال الرياح مبشرات بالغيث والخير ، وارسال الرسل الكرام بالحجج والبينات مبشرين ومنذرين ، ونصرِ المؤمنين بالرسل ، وانزال المطر الذي يحيي الارض ، واحياء الموتى بعثهم ، ( وهذا كله من رحمة الله بالعباد . وكلها تتبع سُنة الله ) . وبين نظام هذا الكون البديع ، ورسالات الرسل بالهدى ، ونصر المؤمنين - صلةٌ وثيقة ، وكلها من آيات الله ، ومن نعمته ورحمته ، وبها تتعلق حياتهم ، وهي مرتبطة كلها بنظام الكون البديع . فالله سبحانه يحمي عباده المؤمنين ، وينتقم من المجرمين ، ويتعهد بنصر المؤمنين ، ولكن اين المؤمنون ؟ لو أن المؤمنين حضروا فكرة وجهادا ، وتعاونوا تعاونا وثيقا كالجسد الواحد على هدف واحد لنصرهم الله كما وعد هنا ، ووعدُه الحق . { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً … } ان الله تعالى يرسل الريح فتحرك السحاب فينشره الله في السماء ، حتى اذا تكاثف وبرد الجو انزل الله المطر في المكان الذي يريده من الأرض ، فيبشر الناس بالخصب بعد ان يكونوا يائسين قبل نزول المطر . وبالمطر يحيي الله الأرض بعد موتها ، وكذلك سيحيي الموتى يوم القيامة { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } . ولئن ارسلنا ريحا عاصفة مضرة بالنبات فرأوا زرعهم مصفرا جافا ، لظلوا من بعده يكفرون بالله وبرحمته ، وكان الأجدر بهم ان يصبروا ويسألوا الله من فضله فانه رحيم بعباده . قراءات : قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : ومن آياته يرسل الريحَ : بالافراد ، والباقون : الرياح بالجمع . وقرأ ابن عامر : ويجعله كِسْفا بسكون السين . والباقون : كِسَفا بفتحها . وقرأ حمزة والكسائي وحفص : فانظر الى آثار ، بالجمع . والباقون : الى أثرِ ، بالافراد .