Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 28-30)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

زينة الدنيا : كل ما فيها من متاع ونعيم . أمتعكن : اعطيكن المتعة من مال ولباس بحسب ما أستطيع . وأسرّحكن : اطلقكنّ . سَراحا جميلا : طلاقا من غير ضرر ولا مخاصمة ولا مشاجرة . الفاحشة : المعصية . مبيّنة : ظاهرة واضحة . ضِعفين : ضعفي عذاب غيرهن من النساء . يسيرا : هيّنا . بعد ان نصر الله رسوله والمؤمنين وفتح عليهم بني قريظة واموالهم ، طلب نساء النبي ان يوسع عليهن بالنفقة ، وقلن له : يا رسول الله ، بنات كسرى وقيصر في الحَلْي والحلل ، والاماء والخدم والحشَم ، ونحن على ما تراه من الفاقة والضيق ! فأنزل الله تعالى في شأنهن قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا … } الآيات . فبدأ بعائشة ، فقال لها : إني أذكر لك أمراً ما أحبُّ ان تعجَلي حتى تستأمري أبويك . قالت : وما هو ؟ فتلا عليها : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ … } الآية قالت عائشة : أفيكَ أَستأمر ابويَّ ! بل اختارُ الله تعالى ورسولَه . ثم تابعها بقيةُ نسائه . وكنّ تسعاً : سِتّاً من قريش ، وهن عائشة وحفصة وام حبيبة وسودة وام سلمة وزينب بنت جحش الاسدية ، وثلاثاً من غير قريش وهن : ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وصفية بنت حُيي بن أخطب يهودية الأصل ، وجويرية بنت الحارث المصطَلَقية . وبعد ان خيّرهن واخترن الله ورسولَه وعَظَهن بقوله تعالى : { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } . وفي هذا تهديد شديد ، لأنهن لسن كغيرهن من النساء … والذنبُ من العظيم عظيم ، فمن تفعل منهن ذنباً يضاعَف لها العذاب من الله . قراءات : قرأ ابن كثير وابن عامر نُضَعِّف العذابَ : بضم النون وتشديد العين المكسورة ونصب العذاب . وقرأ ابو عمرو : يُضَعَّف بضم الياء وتشديد العين المفتوحة على البناء للمفعول ، والعذاب مرفوع . وقرأ الباقون : يُضاعَف لها العذاب بألف بعد الضاد ، للمجهول . هكذا كانت آيتا التخيير تحدّدان الطريقَ الواضح : فإما الحياةَ الدنيا وزينتها ، واما اللهَ ورسوله والدارَ الآخرة . وقال نساء الرسول الكريم بعد ذلك : واللهِ لا نسألُ رسول الله بعد هذا المجلس ما ليس عنده ، وفرح الرسولُ بذلك صلى الله عليه وسلم .