Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 46-56)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بآياتنا : بمعجزاتنا التي أظهرها على يد موسى . ملئه : اشراف قومه . بما عَهِدَ عندك : بما اخبرتنا من عهده إليك أنا اذا آمنّا كشف عنا العذاب . ينكثون : ينقضون العهد . وهذه الأنهار تجري من تحتي : من تحت قصري وبين يديّ في جناتي . مهين : حقير ، ضعيف . ولا يكاد يُبين : لا يكاد يُفصِح عما في نفسه ، لأنه كان ألثغَ يجعل الراء غينا . أسورة : جمع سوار وكانوا يُلبسون الرئيس او العظيم اسورة من ذهب . مقترنين : ملازمين ، ليعينوه ويساعدوه . فاستخف قومه : استخف عقولهم . آسفونا : أَغضبونا ، والأسف هو الحزن او الغضب . سلفاً : قدوة لمن بعدهم من الكفار . ومثلا : عبرة وموعظة . بعد ان ذكَر الله ان كفار قريش طعنوا في نبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم لكونه فقيراً - بيّن هنا ان سيّدنا موسى جاء الى فرعون واشرافِ قومه وقال لهم { إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } وأظهر لهم المعجزات ، لكنهم سخروا منه وضحكوا من المعجزات . وكانت كل معجزة من المعجزات التي توالت عليهم أكبرَ من أختها . وحيث أصروا على الكفر والطغيان أصبناهم بأنواع البلايا ، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن غيهم . ولكن بالرغم من معاينتهم تلك المعجزات فقد اعتبروها من قبيل السحر فقالوا : يا ايها الساحر ، ادعُ لنا ربك متوسّلاً بما عَهد عندك ان يكشف عنا العذاب ، فإذا كشفه عنّا اهتدينا وآمنا بما تريد . فلما كشف الله عنهم العذاب بدعاء موسى نقضوا العهدَ ولم يؤمنوا . وقد جاءت هذه القصة مفصّلة في سورة الأعراف . ثم اخبر الله عن تمرد فرعون وطغيانه وعناده فقال : { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ … } أليس لي مُلك مصر وهذه الأنهار التي تشاهدونها تجري من تحت قصري ، { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } أيها القوم ! ؟ { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } فأنا خير من هذا الفقير الحقير الذي لا يكاد يُفصح عما يريد . ثم ذكر شبهةً مانعة لموسى من الرياسة ، وهي انه لا يلبس لباس الملوك ، فهلاّ القى ربّه عليه أساورَ من ذهبٍ ان كان صادقا ! ! او جاء معه الملائكةُ ملازمين له ليساعدوه ! { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } . وبعد ذلك بين الله ان هذه الخِدع قد انطلتْ عليهم ، وسحَرت ألبابهم ، فأطاعوه واعترفوا بربوبيته وكذّبوا موسى . ثم بين الله مآلهم : فلما أغضبونا بعنادهم انتقمنا منهم بعاجلِ عذابنا ، فأغرقناهم أجمعين ، وجعلناهم قُدوةً لمن يعمل عملَهم من اهلِ الضلال ، وعبرةً وموعظة لمن يأتي بعدهم من الكافرين . وفي قصة موسى هنا تسليةٌ للرسول الكريم بها لأن قومه عيّروه بالفقر ، وقد سبق لموسى ان عيره فرعونُ بالفقر والضعف . قراءات : قرأ حفص : اسورة . وقرأ الباقون : أساور ، اسورة جمع اسوار ، وجمع الجمع اساور وأساورة . وقرأ حمزة والكسائي وخلف : فجعلناهم سُلُفا بضم السين واللام . والباقون : سلفا ، بالإفراد .