Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 32-32)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بسبب هذا الجرم الفظيع الذي ارتكبه ابن آدم أوجبنا قتْل المعتدي ، لأن من قتل نفساً واحدة ظلماً وعدواناً بغير سبب موجب للقصاص ، ولا فسادٍ يخلّ بالأمن ، مثل ( قتْل الأنفس ونهب الأموال وقطْع الطرق ) فكأنما قتل الناس جميعاً . هذا دليل على تعظيم أمر القتل العمد ، وبشاعة هذا الجرم الكبير . فقتلُ النفس الواحدة كقتل جميع الناس عند الله . لأن القاتل هتك حرمة دمائهم ، وجرّأ غيره عليها . ومن كان سببا في انقاذ نفس من الموت وإحيائها فكأنّما أحيا الناس كلهم ، لصيانته دماء البشر ، فهو يستحق الثواب العظيم من الله . والآن … ما جزاء من يقتل المئات والألوف بأمرٍ منه ! سواء كان القتل بوسائل الحرب أم بالتجويع أم بقتل حرّيتهم عن طريق تجريدهم منها ، فهو قتلٌ على كل حال ؟ فانظروا ايها المسلمون الى واقعكم وتدبّروا أمركم ، والله في عونكم حين تؤوبون الى صراطه . فالاعتداء على الفرد اعتداءٌ على المجتمع ، لذلك قال الفقهاء : ان القصاص حق لولي الدم ، ان شاء عفا واخذ الدية ، وان شاء طلب القصاص . وفي الآية ارشاد الى ما يجب من وحدة البشر وحرص كل منهم على حياة الجميع . وكثيراً ما يشير القرآن الى وحدة الأمة ووجوب تكافلها وتضامنها ، كما يؤكد وجوب تآزرها لرفع الضّيم عن حقوقها المهدورة . ولقد بعث الله الرسل بالآيات الواضحة الى البشر . فلم تغنِ عن الكثير منهم شيئا ، اذ لم تهذب نفوسهم ولم تطهر اخلاقهم ، فكانوا رغم كل ذلك يسرفون في الأرض فساداً .