Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 87-88)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عندما نزلت الآيات السابقة ، وفيها مدح للقسيسين والرهبان ، ظن بعض المؤمنين ان في هذا ترغيبا في الرهبانية ، ودعوةً إلى ترك الطيبات من الطعام واللباس والنساء ، فأزال الله تعالى هذا الظن بهذا النهي الصريح . ذلك ما يرويه كثير من المحدّثين . فقد " روى الطبري : ان عثمان بن مظعون وعلي بن ابي طالب وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الأَسْود ، وسالماً مولى ابي حذيفة ، وقدامة بن مظعون تبتّلوا فجلسوا في البيوت ، واعتزلوا النساء ، ولبسوا المسوح وحرّموا طيبات الطعام واللباس ، وهمّوا بالاختصاء واجمعوا على القيام بالليل وصيام النهار ، فنزلت هذه الآية . فلما نزلت ، بعثَ اليهم رسول الله فقال : " ان لأنفسكم حقاً ، وان لأعينكم حقاً ، وان لأهلكم حقا ، فصلّوا وناموا ، وصوموا وأفطِروا ، فليس منا من ترك سنّتنا " . فقالوا : اللهمّ صدّقْنا واتبعنا ما انزلت مع الرسول . " والمعنى : يا أيها الذين آمنوا ، لا تحرّموا على أنفسكم ما احلّ الله لكم من الطيبات ، ولا تتجاوزوا الحدود التي شرعها الله لكم من التوسط في الأمور : ان الله لا يحب ذلك . كُلوا مما اعطاكم الله من الرزق الحلال ، ولا تعتدوا بالتضييق على انفسكم مما لم يكلّفكم به الله . من محاسن شرعنا انه يميل دائما الى التوسط في الأمور ، وعلينا ان نقتدي بالرسول الكريم عليه صلوات الله ، فانه كان يأكل أطيب الطعام ، إذا وجد ، وتارة يأكل اخشنه ، وحينا يجوع ، واخرى يشبع ، ويحمد الله على الحالين .