Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 14-30)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الصلصال : الطين اليابس الذي له صوت اذا نُقر . والفَخّار : الطين المطبوخ المصنّع . المارج : الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد التى لا دخان فيها . رب المشرقَين ورب المغربين : الشمس تشرق كل يوم من مكان ، وتغرب في مكان ، ولذلك ورد ايضا { وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } [ الصافات : 5 ] في سورة الصافات . مرجَ البحرين : أرسلهما واجراهما . يلتقيان : يتجاوران . برزخ : حاجز . لا يبغيان : لا يطغى احدهما على الآخر فيمتزجان . اللؤلؤ : هو الدر المعروف المخلوق في الأصداف . المرجان : نوع احمر من حيوان البحر ايضا يُتخذ حلياً . الجواري : السفن الكبيرة . المنشآت : المصنوعات . كالأعلام : كالجبال ، والعلَم هو الجبل العالي . بعد ان منّ الله على الخلق بما هيأ لهم من نعمٍ لا تحصى في هذا الكون ، ينتقل هنا الى الامتنان عليهم بنعمه في ذواتِ أنفسهم ، وفي خاصةِ وجودهم وإنشائهم . خلَقَ جنسَ الانسان من طينٍ يابس غير مطبوخ ، وخلق الجانَّ من لهيبٍ مشتعل من نار ، وهو ربُّ مشرِقَي الشمسِ في الصيف والشتاء ، ورب مغربَيها اللذين يترتب عليهما تقلُّبُ الفصول الأربعة وتقلب الهواء وتنوعه ، وما يلي ذلك من الأمطار والشجر والنبات والأنهار الجارية . ثم ذكر نعمه تعالى على عبادِه في البحر وما فيه من فوائدَ وخيرات فقال : { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } أرسل البحرَ المالحَ والبحرَ العذب متجاورَين متلاقيين لا يبغي أحدُهما على الآخر ، فقد حجَز بينهما ربُّهما بحاجزٍ من قدرته … فبأيّ هذه المنافع تكذّبان ايها الثّقلان ! ! . ومن البحر المالح والعذب يخرجُ اللؤلؤ والمرجان ، يتّخذ الناس منهما حِليةً يلبسونها . وفيهما تجري السفن الكبار المصنوعات بأيديكم كالجبال الشاهقة ، حاملةً ما ينفع الناس ويقضي مصالحهم . وبعد ذكر هذه النِعم التي أوجدها في البر والبحر - بيّن ان هذا كله فانٍ لا يدوم ، وانه لا يبقى الا الله تعالى ، وكل من في الوجود مفتقِر إليه ، وهو الحي الباقي في شئونه يُحيي ويميت ، ويرزقُ ويعزّ ويذلّ ، ويعطي ويمنع . { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } فجميعُ أهل الأرض يذهبون ويموتون ، وكذلك أهلُ السماوات ، ولا يبقى سوى الله ، فَهو ذو الجلال وحده . ولا يقال ذو الجلال الا في النسبة الى الله . ثم قال والاكرام لأن الله تعالى كريمٌ يكرم الانسان وينظر اليه بعين العطف والعناية ، و الكريم لا يُخاف بل يُحَبُّ ويطاع . وكل من في السماوات والارض مفتقِر إليه تعالى ، محتاجٌ الى رحمته ونواله ولذلك يقول : { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } . فهو يحيي ويميت ، ويعزّ ويذلّ ، ويعطي ويمنع ، ويغفر ويعاقب . قال عبد الله بن حنيف : تلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقلنا : يا رسول الله ، وما ذلك الشأن ؟ قال : ان يغفر ذنبا ، ويفرّج كربا ، ويرفع قوما ويضع آخرين . قراءات قرأ الجمهور : يخرُج بفتح الياء وضم الراء . وقرأ نافع وابو عمرو ويعقوب : يُخرَج بضم الياء وفتح الراء على البناء للمجهول . وقرأ الجمهور : المنشَئات بفتح الشين . وقرأ حمزة وابو بكر : المنشِئات بكسر الشين .