Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 31-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سنفرُغ لكم : هو مجرد تهديد لأن الله تعالى لا يشغله شيء ، والمعنى سنحاسبكم . ايها الثقلان : الانس والجن . أن تنفذوا : تخرجوا . أقطار السماوات والأرض : جوانبهما . بسلطان : بقوة وقهر . الشواظ : لهب خالص بلا دخان . النحاس : الدخان لا لهب فيه . وهذا من بعض معانيه . وردة : لونها كحمرة الورد . كالدهان : وهو ما يدهن به . السيما : العلامة . النواصي : واحدها ناصية وهي مقدم الرأس ، والأقدام معروفة ، يعني يُجرّون من نواصيهم واقدامهم . الحميم : الماء الحار . آن : متناهٍ في الحرارة . سنحاسِبُكم أيها الانسُ والجنّ يومَ القيامة ، وهذا وعيدٌ شديد من الله لعباده ، فان الله تعالى لا يَشغَله شيء . ثم بين الله انه لا مهربَ في ذلك اليوم من الحساب والجزاء ، كل واحد يحاسَب على عمله فقال : { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ } ان استطعتم ان تخرجوا من جوانب السماوات والارض هارِبين فافعلوا … والحقيقةُ أنكم لا تستطيعون ذلك ، إلا ان تَفِرّوا الى اللهِ بالتوبة الخالصة . { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } وأعظمُ سلطان يتحصّن به الانسانُ هو التوبة ، فإنها أكبر حصنٍ يقي التائب المخلص من عذاب الله . فبأيّ نعمة من نعم ربّكما تجحدان ! ؟ . ثم بين بعض اهوال الساعة بقوله تعالى : { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ } يُصَبّ عليكما لهبٌ من نارٍ ونحاسٌ مذاب ، فلا تقدران على دفع هذا العذاب ، بل يُساق المجرمون الى الحشْر سَوقاً نعوذ بالله منه . ثم بين الله تعالى أنه إذا جاء ذلك اليوم الشديد اختلّ نظام العالم ، فتتصدّع السماوات ويصير لونها أحمر كالدِهان ، وتصير مذابةً غير متماسكة . ويكون للمجرمين حينئذٍ علاماتٌ يمتازون بها عن سواهم كما قال تعالى : { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } فيُجَرّون إلى جهنم من مقدَّم رؤوسهم وأَرجلِهم ويقال لهم توبيخاً وتقريعا : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } فهم يترددون بين نارِها وبين ماءٍ متناهٍ في الحرارة . فاذا استغاثوا من النار يُغاثوا بالماءِ الحار الذي يشوي الوجوهَ كما قال تعالى في سورة الكهف : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } [ الكهف : 29 ] . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : سيفرغ لكم بالياء . والباقون : سنفرُغ لكم بالنون . وقرأ ابن كثير : شواظ بكسر الشين ، والباقون : شواظ بضم الشين . وقرأ ابن كثير وابو عمرو ويعقوب : ونحاس بالجر ، والباقون : ونحاس بالرفع .