Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 6-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ما أفاء الله على رسوله : ما رده الله من اموال بني النضير ، والفيء : معناه في اللغة الرجوع . ومعناه في الشرع : ما أُخذ من أموال الاعداء من غير قتال . فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب : فما اسرعتم في السير اليه بخيل ولا إبل . من أهل القرى : من اهل البلاد التي تفتح بلا قتال . كي لا يكون دُولة بين الاغنياء : كي لا يتداوله الاغنياء بينهم دون الفقراء . يبين الله تعالى هنا حكْم ما أخذ من اموال بني النضير بعد ما حل بهم من الإجلاء ويقول : إن الأموال التي تركها بنو النضير في بيوتهم هي فيءٌ لله وللرسول يضعها حيث يشاء … لأن ما افاءه الله وردّه على رسوله من أموالهم قد تم مع أنكم ايها المسلمون لم تسرعوا اليهم بالخيل ولا بالإبل ولم تقاتلوهم ، بل نزلوا على حكم الرسول الكريم ، فالله يسلّط رسله على من يشاء من عباده بلا قتال . { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " كانت اموال بني النضير مما افاء الله تعالى على رسوله خاصة ، فكان ينفق على أهله منها نفقةَ سنة ، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدّةً في سبيل الله تعالى " . ثم بين الكلامَ في حكم ما أفاء الله على رسوله من قرى الأعداء عامة فقال : { مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ … } . ما ردّه الله على رسوله من أموال أهلِ القرى بغير قتال فهو لله ، وللرسول ، ولذي القربى من بني هاشم وبني المطلب ، ولليتامى الفقراء ، وللمساكين ذوي الحاجة والبؤس ، ولابن السبيل المسافر الذي انقطع في بلد وليس لديه مال ، يُعطى ما يوصله الى بلده . { كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ } . انما حكمْنا بهذه الأحكام وجعلنا المال مقسما بين من ذكَرنا لئلا يأخذه الاغنياء منكم ، ويتداولوه فيما بينهم ، ويحرم الفقراء منه . وما جاءكم به الرسول من الأحكام والتشريع فتمسّكوا به ، وما نهاكم عنه فاتركوه . ثم حذّر الله الجميع من مخالفة أوامره ونواهيه فقال : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } . { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } . كذلك يعطَى من الفيء الذي افاءه الله على رسوله للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وتركوا اموالهم طلباً لمرضاة ربهم ، ونيلاً لثوابه ، ونصرة الإسلام واعلاء شأنه ، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } في ايمانهم وهجرتهم ، فحق لهم من ربهم النعيم المقيم وجزيل الثواب .