Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 33-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الجحود والجحد : الانكار ، وعدم الاعتراف بالحق . كلمات الله : وعده ووعيده النبأ : الخبر ذو الشأن العظيم كبر الامر : عظم ، وشق وقْعه . الاعراض : التولي والانصراف عن الشيء رغبة عنه ، او احتقاراً له . الاتبغاء : طلبُ ما في طلبه مشقة . النفق : سرب في الارض له مدخل ومخرج السلّم : المرقاة ، مأخوذة من السلامة لأنه الذي يُسْلمك إلى المكان الذي تريد . الجهل : ضد العلم ويُذَم الانسان بجهل ما يجب عليه علمه . { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ } . اننا نعلم بتكذيبهم لرسالتك وحزنك واسفك عليهم ، فلا تحزن من ذلك ، فان منشأ هذا التكذيب هو العناد والجحود . { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } . إن الحقيقة أنهم لا يتهمونك يا محمد بالكذب ، ولكنهم يظلمون أنفسهم مكابرة في الحق وعناداً له ، فينكرون بألسنتهم دلائل صدقك ، وعلامات نبوتك . هناك روايات كثيرة وردت عن إقرار بعض زعماء قريش بصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكنْ سراً بينهم . فقد روى ابن جرير عن السُدّي ان الأخنَس ابن شريق وأبا جهل التقيا ، فقال الأخنس لأبي جهل : يا أبا الحكَم اخبرني عن محمد : أصادق هو أم كاذب ؟ فانه ليس ها هنا أحد يسمع كلامك غيري . قال ابو جهل : والله إن محمداً لَصادق وما كذب قط ، ولكن اذا ذهب بنو قومه باللواء والسقاية والحجابة والندوة النبوّة فماذا يكون لسائر قريش ؟ ! والزعامة الدنيوية والمصلحة هنا هما أساس إعراض أبي الحكَم ، كما ترى . وروى سفيان الثورِي عن عليّ كرم الله وجهه قال : قال ابو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنّا لا نكذّبك ولكن نكذّب بما جئت به . فهم يعلمون حق العلم ان الرسول صادق ، وقد جرّبوه منذ نشأته وعرفوه ، لكن خوفهم على مراكزهم جعلهم يصرّون على الكفر والجحود . { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } . لقد قوبل رسل قبلك يا محمد بالتكذيب والإيذاء من اقوامهم كما تجد أنت الآن من قومك ، فصبروا حتى نصرناهم ، فاصبر انت مثلهم . { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } . إصبر وسيأتيك نصرنا ، فلا مغّير لوعدِ الله بنصْرِ الصابرين . { وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } . لقد قصصنا عليك من أخبار هؤلاء الرسل وتأييدنا لهم ، ما فيه تسلية لك ، ويقتضيه توجيه الرسالة من تحمُّل الشدائد . { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ … الآية } . ان كان قد شق عليك انصرافهم عن دعوتك ، فإن استطعت أن تتخذ طريقا في باطن الأرض ، أو سلّما تصعد به الى السماء ، فتأتيهم بدليل على صدقك - فافعل . ليس في قدرتك ذلك يا محمد ، فأرحْ نفسك واصبر لحكم الله . ولو شاء الله هدايتهم لحملهم جميعاً على الإيمان بما جئت به قسراً وقهراً . لكنه تركهم لاختبارهم ، فلا تكونن من الذين لا يعلمون حكم اله وسنّته في الخلق . قراءات : قرأ نافع والكسائي " لا يُكْذِبونك " من اكذب والباقون " يُكَذِّبونك " وقرئ " ليُحْزِنك " .