Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 50-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الخزائن : واحدها خِزانة ، ما يُخزن فيه ما يراد حفظه ومنع التصرف فيه . الغيب : ما غيِّب علمه عن الناس . الاعمى والبصير : المراد به هنا الضال والمهتدي . كان الكلام في الآيات السالفة في بيان اركان الدين واصول العقائد ووظيفة الرسل ، والجزاء ، على الاعمال يوم الحساب ، وهنا يبين لنا وظيفة الرسل العامة . قل ايها الرسول لهؤلاء الكفار المعاندين : أنا لا أقول لكم عندي خزائن الله فأملم التصرّف في أرزاق العباد ، وشئون المخلوقات . كلا ، ان التصرف المطلق من شأن الله وحده . وليس موضوع الرسالة ان يكون الرسول قادراً على ما لا يقدر عليه البشر ، كتفجير الينابيع والأنهار في مكة ، وإيجاد الجنات والبساتين ، والإتيان بالله والملائكة وغير ذلك من التعجيز . وكان المشركون قد جعلوا ذلك شرْطاً للايمان بالرسول . كذلك لا أدّعي علم الغيب الذي لم يطلعني الله عليه ، ولا أقول إني ملَك أستطيع الصعود الى السماء اما قوله تعالى { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ } فإن إظهار شيء خاص من عالم الغيب على يدي الرسل لهو من الأمور التي يخصّ بها الرسل ليؤيد بذلك دعوتَهم ورسالتهم . وهو لايتعدّى إلى حمل أقوال الرسل على المستقبل ، فهم لا يعلمون الا ما علمهم الله به . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } . إنما أنا بشر أتبع ما يوحيه الله تعالى إلي ، فأمضي لوحيه واعمل بأمره . { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ … } . هنا وبخهم الله تعالى على ضلالهم ، فأمر رسوله ان يسألهم ما اذا كانوا يعتقدون أن الضال والمهتدي ليسا سواء فقال : قل هل أعمى البصيرة الضال عن الصراط المستقيم ، يَعْدِل ذا البصيرة المهتدي إليه ؟ هل يليق بكم ان تعرضوا عن الهدى الذي أسوقه إليكم بعد هذا كله ! ! تعقلوا ايها القوم ما في القرآن من ضروب الهداية والعرفان .