Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 51-53)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحشر : اجتماع الخلق يوم القيامة . بعد أن أمر الله تعلى نبيّه الكريم بتبليغ الناس حقيقة رسالته ، أمره بإنذار من يخافون الحساب والجزاء فقال : أنِذر ما محمد بما يوحى إليك ، وحذّر بما في هذا القرآن أولئك الذين يخافون اهوال يوم الحشر ، حيث لا ناصر ولا شفيع إلا بإِذن الله ، لعلّهم يتقون فيبتعدون عما يُغضبه . { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } . ثم نهى الرسولَ أن يطيع المترفين من كفار قريش في شأن المستضعفين من المؤمنين . فقال : لا تستجيب أيها النبي ، لدعوة المتكبرين من المشركين ، فتُبعد عنك المتسضعفين من المؤمنين . إنهم هم الذين يعبدون ربهم طول الوقت لا يريدون إلا رضاه . لا تلتفت يا محمد لدسّ المشركين عليهم ، فلست مسئولاً أمام الله عن شيء من أعمالهم ، وليسوا مسئولين عن أعمالك ، فإن استجبتَ وأبعدتَ المؤمنين ، كنتَ من الظالمين . كان زعماء المشركين وكبراؤهم - أمثال أبي جهل وعُتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والحارث بن عامر ، وقرظة بن عمرو وغيرهم - كثيراً ما يتضايقون من المؤمنين المتسضعَفين - مثل عمار بن ياسر ، وبلال ، وصهيب ، وخَبَّاب ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وابن مسعود - وكانوا يطلبون من النبي ان يبعدهم عنه حتى يحضروا مجلسَه ويستمعوا اليه . روى احمد ، وابن جرير ، والطبراني عن عبد الله بن مسعود قال : " مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صُهيب وعمار وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد ، أرضيتَ بهؤلاء من قومك ؟ أهؤلاء مَنّ الله عليهم من بيننا ؟ انحن نكون تبعا لهؤلاء ؟ أطردْهم عنك ، فلعلّك ان طردتهم أن نتبعك . فأنزل الله تعالى فيهم القرآن : { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ … } إلى قوله { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّاكِرِينَ } . { وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ … } . تشير الآية الكريمة الى ما سبق وتفسيرها : وبمثل هذا الابتلاء الذي جرت به سنتنا ، امتحنّا المتكبّرين … لقد سبقَهم الضعفاء الى الاسلام ، ليقول المتكبرون مستنكرين ساخرين : هل هؤلاء الفقراء هم الذين أنعم الله عليهم من بيننا بالخير الذي يعد به محمد ؟ وفي الآية إشارة الى أن ما اغتّر به الكبراء من النعيم لن يدوم ، كما لن يبقى المؤمنون على الضعف الذي صبروا عليه … لا بد ان ينعكس الحال ، وتدول الدُّولة لهؤلاء الضعفاء من المؤمنين وقد صدَق الله وعدَه . قراءات " قرأ ابن عامر : " بالغُدوة " والباقون ، " بالغَداة " .