Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 91-92)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ما قدره الله حق قدره : ما عرفوه حق معرفته والقدر والمقدار : القوة ايضا . والقدر الغِنَى والشرف . قراطيس : واحدها قرطاس ، وهو ما يُكتب فيه من ورق أو جلد او غيرها ذرهم : اتركهم خوضهم : كلامهم بالباطل ، وتصرّفهم الشائن ، أم القرى : مكة المكرمة ، لأنها قبلة الناس ، وفيها أول بيت وُضع للناس ، فهي تعظَّم كالأم . بعد ان ذكر الله ما تفضل به على إبراهيم والانبياء الذين ذكرهم ، وانه اجتباهم وهداهم الى الصراط المستقيم ، وامر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يهتدي بهُداهم - جاء في هذه الآيات يندّد بمنكِري الرسالات ، ويصفهم بانهم لا يقدّرون الله كما يجب ، ولا يعرفون حكمته ورحمته وعدله . ومن ثم يقرّر أن الرسالة الأخيرة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم تجري على سنّة الرسالات قبلها ، فالقرآن الكريم مصدّق لما سبقه من الكتب ، وكلُّ من عند الله . { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ … } الآية . ما قَدّر هؤلاء الكفار الله حق التقدير ، إذ أنكروا أن تنزل رسالتُه على أحد من البشر . فقل أيها النبي للمشركين ومن يشايعهم على ذلك من اليهود : إذنْ من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ، نوراً يضيء ، وهدى يرشد ؟ إنكم ايها اليهود تجعلون كتابه في أجزاء متفرقة … تُظهرون منها ما يتفق وأهواءكم ، وتُخفون ما يٌلجئكم الى الإيمان بالقرآن والنبي . هكذا مع أنكم علمتم منه ما لم تكونوا تعلمون ، لا انتم ولا آباؤكم . وبعد ان بيّن سبحان انكار المنكرين للوحي بعبارة تدل على جهلهم ، قال لرسوله : تولَّ إذن أيها النبي الجوابَ وقل لهم : إن الله هو الذي أنزل التوارة . ثمّ دعْهم بعد هذا فيما يخوضون فيه من باطلهم وكفرهم . ومن المؤسف ان هذا القول الذي قاله مشركو مكة في جاهليتهم إنما يقوله أَمثالهم في كل زمان . بل منهم من يقولونه الآن ، ممن يزعمون ان الأديان من صنع البشر ، قد تطوّرت وترقت بتطور البشر في أحوالهم . وكثير من هؤلاء المثقفين على ايدي الأجانب ، وكثير منهم يحتلّ مراكز كبيرة في الدول العربية والاسلامية غرّتهم الحياة الدنيا ، وغرهم الغرور . { وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ … } الآية . وهذا القرآن كتاب عظيما لقدر أنزلناه على خاتم رسلنا كما أنزلنا من قبله التوراة على موسى . وقد باركنا فيه فجعلناه كثير الخير ، دائم البركة ، يبشر بالثواب والمغفرة ، مصدّقاً لما تقدّمه من كتب الأنبياء ، ومنذراً لأهل مكة من عذاب الله . فمن كان يؤمن بالقيامة فإنه يؤمن بهذا الكتاب . والمؤمنون به يحافظون على صلاتهم ، فيؤدونها في اوقاتها كاملة مستوفاة . وقد خُصت الصلاة بالذِكر ههنا ، لأنها عماد الدين . قراءات : قرأ ابو عمرو وابن كثير : " يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون " بالياء ، والباقون " بالتاء " وقرأ أبو بكر عن عصام " لينذر " بالياء ، والباقون " لتنذر " بالتاء .