Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-112)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

موسى : نبي الله ورسوله إلى بني اسرائيل . فرعون : لقب لملوك مصر القدماء ، والفرعون الذي تربى موسى في قصره هو رعمسيس الثاني ، اما الذي حصل في زمنه الخروج فهو منفتاح بن رعمسيس ، وجثته موجودة بالمتحف المصري ، وقد كتب بجانب هيكله هذه الآية الكريمة { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } . الملأ : اشراف القوم . ظلموا بها : جحدوا وكفروا . حقيق : جدير وخليق به . نزع يده : اخراجها لهم . فماذا تأمرون : فماذا تشيرون في امره . أرجِه : أرجئه أي أخِّره . في المدائن : في مدائنك وبلادك . حاشرين : جامعين للحسرة . ساحر عليم : عالم بفنون السحر ماهر فيها . هذه قصة سيدنا موسى ، وقد ذُكرت بتطويلٍ وتفصيل في اثنتين وخمسين آية . وقد جاء ذِكر موسى في نحو اثنتين وعشرين سورةً بين مختصَر ومطوّلة ، وذكر اسمه اكثر من مائة وثلاثين مرة . وسرُّ هذا التكرار ان قصص موسى شبيه بقصص النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت شريعتُه دِينيةً ودينوية ، ولقي من أُمته عَنَتاً كبيرا . { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ … } . ثم بعثنا من بعد أولئك الرسلِ موسى بالمعجزاتِ الّتي تدلّ على صِدقه فيما كلفناه تبليغه الى فرعون وقومه فبلّغهم موسى الدعوة ، وأراهم آية الله . لكنهم ظلموا انفهسم وقومهم بالكفر ، فاستحقّوا من الله عقوبة صارمة كانت فيها نهاية امرهم . قراءات : قرأ ابو بكر وأبو عمرو ويعقوب : " أرجئْهُ " وقرأ حمزة والكسائي : " بكل سحَّار " . وقال موسى : يا فِرعون ، إن مرسَلٌ من الله ربّ العالمين ، لأبلِّغَكم دعوتَه ، وأدعوكم الى شريعته وأنا حريص على قول الصدق ، فاستمعوا اليّ . ثم بيّن ان الله أيّده بآيات تدل على صدقه في دعواه فقال : { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } . ها أنا قد جئتكم بآيةٍ عظيمة الشأن ، ظاهرةِ الحجّة ، في بيان الحق الذي جئت به ، فاترك بني إسرائيل لأُخرجَهم من العبوديّة في ديارك الى دارٍ غيرها يعبدون فيها ربهم بِحرّيَّةٍ . قال فرعون لموسى : ان كنت جئتَ مؤيَّداً بآية من عند من أرسلَك فأَظهِرها لديَّ إن كنتَ صادقا . فوقف موسى وألقى عصاه التي كانت بيده اليمنى أمام فرعون وقومه ، فاذا العصا حيّة تسعى من مكانٍ الى مكان ، لم تخفَ على أحد . واخرج يدَه من جيبه فإذا هي بيضاء ناصعةُ البياض تتلألأ للناظرين مع ان موسى أسمرُ البشرة . فلما أظهر موسى آية الله تعالى ، ثارت نفوسُ بطانةِ فرعون وعظماءِ قومه وقالوا : { إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } ماهرٌ في فنون السِحر ، وليس ذلك بآيةٍ من الله . انظروا ، لقد وجّه إرادته لسلب مُلككم ، وإخراجكم من أرضكم بسِحره . فكِّروا يا قوم فيما يكون سبيلاً للتخلص منه . وحين استشارهم فرعون بقوله : فماذا تأمرون ؟ أجابوه : أَخّرِ الفصل في موسى وأخيه هارون الذين يعاونه في دعوته ، وأرسلْ في مدائن ملكك رجالاً من جُندك يجمعون لك عظماء السَّحَرة من كل البلاد . والسِّحر أعمالٌ غريبة وحِيَلٌ تخفَى حقيقتُها على جماهير الناس ، لخفاءِ أسبابها ومهارةِ من يزاولها من السّحَرة . وقد كان السحر فناً من الفنون العالية التي يتعلمها قدماء المصريين في معاهد خاصة لهم . وكان شائعا في ذلك العصر . ولا يزال السحر ، او خفة الحركة موجودا الى الآن ، وفي امريكا وأوروبا عدد كبير من السحرة والمشعوِذين . اما في البلاد الجاهلة المتأخرة ، وبين القبائل الهمجيّة فله شأن عظيم .