Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 113-122)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لقف الشيء : تناوله بحذق وسرعة . يأفكون : يصرفون الناس عن الحق وأُلقي السحَرة ساجدين : خرّوا ساجدين . ولما جاء السحَرة من جميع المدائن ، واجتمع الناس ليروا ذلك المشهد الكبير ، قال السحَرةُ لفرعون : إننا نريد مكافأةً عظيمة اذا غلبنا موسى وأخاه ، فقال فرعون مجيباً لهم : نعم ، ان لكم أجراً عظيماً على ما تقومون به ، وأنتم أولا وأخيراً من أهل الحظوة لدى العرش . ثم توجه السحرة الى موسى ، بعد ان وعدهم فرعون ومنّاهم ، واظهروا الثقة بأنفسهم واعتدادَهم بسحرهم ، فقالوا : يا موسى : اما ان تلقي ما عند اولاً ، وإما أن نبدأ نحن . فاجابهم موسى اجابة الواثق بالغلبة والنصر ، " أَلقوا " فلما ألقى كل واحد من السحرة ما كان معه من حبال وعصي ، سحروا بها أعينَ الناس المشاهدين ومَوَّهوا عليهم ان مافعلوه هو حقيقة . { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } . فهالَ الأمر الحاضرين وأوقع في قلوبهم الرهبة والرعب . وبخاصة حين جعلت حبالهم وعصُّيهم التي ألقوها تسير وتتحرك كأنها حقيقة . عند ذلك أصدر الله امره الى موسى بقوله : { أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } … فالقاها موسى ، فاذا تلك العصا تبتلع ما لفّقه السحرة من التمويه . وهكذا ، فان الباطل يكبُر ويتزايد ، ويسترهب القلوب ويُخَيَّل الى الكثيرين أنه غالب ، وما إن يواجه الحق حتى يبطُل وينكشف زيفُه . { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } وعندئدٍ ثبت الحق وذهب ما عداه ، { وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون } ومن ثَم ذلّ السحرة وصغُروا بعد الزهو الذي استشعروه قبل قليل . كما هُزم فرعون وملؤه في ذلك المجمع العظيم . { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } . أما السحرة فقد بهرهم الحقُّ لما عاينوا قدرة الله فخرُّوا ساجدين لربهم مذعِنين للحق . وقالوا : آمنا برب العالمين ، رب موسى وهارون ، فانه الإله المعبود لا اله الا هو . لقد صدقنا بما جاءنا به موسى ، وزالت من نفوسهم عظمة فرعون .