Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-177)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

التلاوة : القراءة . النبأ : الخبر . انسلخ منها : نبذها وكفر بها . فاتبعه الشيطان : ادركه . من الغاوين : من الضالين . يلهث : يتنفس بشدة مع اخراج اللسان ، والسبب في ان الكلب يلهث دائما ، ان جلده أملس لا توجد فيه مسامات كافية . بعد ان ذكر اللهُ تعالى أخْذ العهد والميثاق على بني آدم جميعا ، وأشهدَهم على أنفسهم أن الله ربهم … أيُّ عذر سيكون لهم يوم القيامة في الإشراك بالله جهلاً او تلقيدا ! هنا نفيٌ بضرب المثَل للمكذّبين بآيات الله المنزلة على رسوله الكريم بعد ان أيّدها بالأدلة العقلية والكونية ، وهو مثَل من آتاه الله آياتِه فكان عالماً بها قادراً على بيانها ، لكنه لا يعمل بها ، بل يأتي عمله مخالفا لعلمه . لذا سلبه الله ما آتاه ، فكان ذلك الانسان كمثَل الكلب يظل يلهث دون جدوى . اقرأ ايها النبيُّ على قومك خبر هذا الإنسان الذي آتاه الله علماً بآياته المنزلة على رسُله ، فأهملها ، بل انسلخ منها ، كأنما الآيات جلد له متلبِّس بلحمه فهو ينسلخ منه بعد جهد ومشقة ، وينحرف عن الهدى ليتّبع الهوى ، فلاحقه الشيطان ، وتسلط عليه باغوائه ، فصار في زُمرة الضالين . ولو شاء ربك رفعه الى منازل الأبرار لفعل ، وذلك بتوفيقه للعمل بتلك الآيات ، لكن الرجل اخلد الى الأرض ، وهكذا هبط من الأفق المشرق فالتصق بالطين المعتم ، ولم يرتفع الى سماء الهداية . لقد ابتع هواه ، فبات في قلق دائم ، وانشغل بالدنيا وأعراضها ، لذا فإن مثله مثل الكلب في اسوأ حواله … يظل يلهث على غير طائل ، تماماً مثل طالب الدنيا الشرِه ، يظل يلهث وراء متعه وشهواته ، وهي لاتنقضي ولا هو يكتفي منها . اما من هو الرجل الذي يشير إليه هذا المثل فقد وردت روايات عديدة تجعله بعضها " بلعام ابن باعوراء " من بني اسرائيل ، والبعض الآخر " أميّة بن أبي الصلت " الشاعر العربي المشهور ، أو هو " ابو عامر الفاسق " وهناك روايات أخرى لا حاجة لنا بها اصلاً ، فلسنا مكلَّفين ان نعرف من هو .