Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الشوكة : القوة والبأس ، والسلاح ، ومعنى ذات الشوكة : الطائفة المسلّحة القوية . احدى الطائفتين : الأولى هي الطائفة التي جاءت من الشام بقيادة أبي سفيان ومعها العِير وفيها اموال قريش . والثانية : قريش وقد خرجت بصناديِدِها ورجالها المسلّحين ليحموا العير . دابر الكافرين : آخرهم . ليحق الحق : ليعزّ الإسلام ويبطل الباطل : يزيل الشرك والكفر . الكلام هنا عن غزوة بدر التي كانت أول فوزٍ للمؤمنين وخذلانٍ للمشركين . وملخص القصة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أن أبا سفيانَ رجع من الشام يقود قافلةً ضخمة فيها معظم اموال قريش وتجارتها . فأخبر أصحابه ونَدَبَهم الى الخروج ليصادروا هذه القافلة . لكن البعض تثاقل وكره الخروج وخرج الرسول في ثلاثمائة رجل ونيف ، ولم يعلموا انهم مقبلون على واحدة من أعظم المعارك الفاصلة في التاريخ . وعِلم أبو سفيان بخروج الرسول وأصحابه فبعث الى قريش يطلب النجدة . ولم يبق أحد قادر على حمل السلاح في مكة إلا خرج . اما ابو سفيان فحوّل طريقه الى ساحل البحر ونجا ، وبعث الى قريش يخبرهم بذلك ليرجعوا . فأبى أبو جهل وسار بالقوم الى بدر . فشاور النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه وقال لهم : ان الله وعَدَني إحدى الطائفتين ، فوافقوه على القتال ، وكره ذلك بعضهم وقالوا : لم نستعدَّ له ، لكنهم ساروا وأجمعوا على لقاء قريش وكانت المعركة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة وقد انتصر المسلمون انتصراً عظيما ، فقتلوا من قريش سبعين رجلا ، وأسروا سبعين ، وفر الباقون ، واستُشهد من المسلمين اربعة عشر رجلا فقط . وكانت هذه المعركة أول نصر للمسلمين ، فبدأ ينحاز كثير من العرب الى جانبهم بعد ذلك . { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } . إن حال المؤمنين في خلافهم حول الغنائم مثل حالهم عند ما أمرك اللهُ بالخروج من المدنية لقتال المشركين ببَدْر . يومئذٍ كانوا يجادلونك ايها الرسول في لقاء قريش وقتالهم مع ان هذا اللقاء والقتال حق وخير . ولقد آثروا لقاء العِير لأن فيها الأموال ، ولأن حراسها قليلون . لكن الحق تبيَّنَ بحيث لم يبقَ للجدل فيه وجه كما يقول تعالى : { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ } وكانوا في ذهابهم الى القتال كالذي يُساق الى الموت وهو ينظر أسبابه ويعاينُها . وهذه صورة يرسمها القرآن لشدَّة خوفهم من قريش ، لأنها أكثرُ عددا ، وأقوى عدة . { وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّائِفَتِيْنِ … } الآية اذكروا أيها المؤمنون اذ يَعِدكم الله ان ينصركم على احدى الطائفتين ، قريش وفرسانها ، أو العِير وما فيها من أموال . انتم تودّون أن تَلقوا الطائفة التي فيها المال ، لكنّ الله تعالى يريدكم ان تلقوا قريشاً وينصركم عليهم ، ليثبت الحقُّ بإرادته ويُعز الإسلام ويُظهره على الدِّين كلّه ، وليقطع دابر الكافرين بعد ان يزيل الباطل ، وهو الشِرك ، لقد أردتم أنتم حطام الدنيا الزائل ، واراد الله لكم النصر على قريش أعداءِ الله واعدائكم ، كيما يحقِّق لكم وعدَه بالنصر . هذا أفضلُ لكم وللاسلام وفيه العزة والكرامة ، وهو خير من المال وكل ما في الدنيا من حطام .