Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 9-14)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مردفين : متتابعين ، وأردفه اركبه خلفه . وأردف : تتابع . يغشيكم النعاس : يغلبكم . رجز الشيطان : وسوسته ، وله معان اخرى كالذنب ، وعبادة الاوثان . ليربط على قلوبكم : ليثبتها ويصبرها . فوق الاعناق : الرؤوس ، والبنان : اطراف الاصابع . مفرده : بنانة . شاقّوا الله : عادوه . { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ … } روى ابن جرير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : حدثني عمر بن الخطّاب رضي اله عنه قال : " لما كان يومُ بدرٍ نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه وهم ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلا ، ونظر الى المشركين فإذا هم ألفٌ او يزيدون ، فاستقلَ القبلة ثم مدّ يديه وجعل يهتف بربه : اللهمّ أنجِزْ لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلَك هذه العصابةُ لا تُعبد في الأرض ، فما زال يهتف بربه مادّاً يديه مستقبلاً القبلة حتى سقط راداؤه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من وارئه ، وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربَّك فإنه سينجز لك ما وعدك . فأنزل الله تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ … } الآية " . اذكروا وقتَ استغاثتكم ربَّكم ، فأجاب الله دعاءكم ، وأمدكم بألف من الملائكة متتابعين . وما جعل الله تعالى ذلك الإمداد بالملائكة إلا بِشارةً لكم بالنصر ، لتطمئنّوا وتُقْدِموا ، وما النصر الا من عند الله دون غيره من الملائكة او سواهم ، وقد تقدمت هذه الآية في سورة آل عمران 126 . قراءات : قرأ ابو عمرو : " فاستجاب لكم إنّي ممدكم " بكسر همزة إنَّ والباقون " أَنّي " بفتح الهمزة وقرأ نافع ويعقوب : " مُرْدَفين " بفتح الدال . والباقون " مردفين " " بكسر الدال " . { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً … } اذكروا ايها المؤمنون ، وقتَ أن خفتم من قلة الماء ، ومن الأعداء ، فوهبكم الله الأمن وداهمكم النعاسُ فنمتم آمنين . وعند ذاك انزل الماءَ من السماء لتطَّهَّروا به ولتذهبوا وساوس الشيطان عنكم ، وتثبت قلوبكم واثقة بعون الله ، ولتتماسك به الأرض فتثُبت منكم الاقدام . قراءات : قرأ ابن كثير وابو عمرو : " يغاشكم النعاسُ " بضم السين . فقد أنزل الله في تلك الليلة مطرا طهَّركم به وأذهب عنكم رجس الشيطان ، ووطَّأ به الارضَ وصلُب الرمل ، وثبتت الأقدام . وقد سبق رسول الله واصحابه الى الماء فنزلوا عليه وصنعوا الحِياض ثم عوَّروا ما عداها ، وبذلك تمكّنوا من الشرب والأعداء عِطاش . وتفصيل ذلك في كتب السيرة والحديث . كذلك اذكروا أيها المؤمنون أن الله أوصى الملائكة أن تودِع في نفوسكم أن الله معكم بالتأييد والنصر ، قائلا لهم : ثبِّتوا الذين آمنوا ، قوُّوا قلوبهم … وسأجعل الرعب يستولي على قلوب المشركين ، فاضربوا رؤوسهم التي فوق اعناقهم ، وقطِّعوا ايديهم التي يحملون بها السيوف . { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ } ان هذا هو العقاب الذي عجَّلتُ لكم به ايها الكافرون من هزيمة وخِزي وذلّ امام فئة قليلة العَدد والعُدد من المسلمين ، فذوقوه في الدنيا عاجلا ، واعلموا ان لكم في الآخرة عذاب النار .