Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 19-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سقاية الحاج : ما كانت قريش تسقيه للحجّاج من الزبيب المنبوذ في الماء ، وكان يقوم بها العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في الجاهلية وبقيت معه في الاسلام . { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ … } . هذا توبيخ من الله تعالى لقومٍ افتخروا بالسقاية والسِّدانة ، وهي حجابة البيت ، فأعملهم الله أن الفخر الحقيقي إنما يكون في الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والجهاد في سبيله . وذلك بمعنى انه لا ينبغي ان تجعلوا اهل السقاية والعمارة في الفضيلة كمن آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله ، ان الفئتين ليْسَتَا بمنزلة واحدة عند الله . { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } . المشركين الذين لا يخلِّصون عقيدتهم من الشرك ، ولو كانوا يعمرون البيتَ ويسقون الحجيج . ثم بيّن سبحانه مراتب فضْلِهم إثر بيان عدم استوائهم هم والمشركين الظالمين فقال : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ } . ان الذين صدّقوا بوحدانية الله ، وهاجروا من دار الكفر الى دار الإسلام ، وتحمّلوا مشاقّ الجهاد في سبيل الله بأموالهم وانفسهم ، هم اعظمُ منزلةً وأعلى مقاما في مراتب الفضل والكمال عند الله من أهل سِقاية الحاجّ وعَمارة المسجد بدون ايمان بالله . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } وأولئك المؤمنون المهاجرون المجاهدون هم الفائزون بمثوبة الله وكرامته . ثم فصّل الله تعالى ذلك الفوز العظيم وبينه فقال : { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } . هؤلاء الذين جمعوا الصفاتِ الحميدةَ يبشّرهم الله تعالى برحمته الواسعة التي تشملهم ، ورضوانٍ كامل من لدنْه ، وهو أكبر جزاءٍ . وسيُدخلهم يوم القيامة جناتٍ لهم فيها نعيمٌ ثابت دائم . { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } . لهؤلاء المؤمنين الذين تحملوا مشاق الهجرة والجهاد ثوابٌ لا يقدِّر قدْره الا الله الذي تفضل به .