Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 28-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النجس : القذر . ويكون حسّياً ، ومعنويا . العيْلة : الفقر . والنجاسة هنا معنوية ، فان جسم الانسان لا ينجس مهما كانت عقيدته . في هذه الآية القولُ الفصلُ بشأن المشركين ، وأنهم ممنوعون من دخول الحرَم . يا أيها المؤمنون ، إنما المشركون بسبب شِركهم بالله وعبادةِ الاوثان ، قد نَجِست نفوسُهم ، وهم ضالون في العقيدة ، فلا تمكّنوهم من دخول المسجد الحرام بعد هذا العام . وبلاد الاسلام في حق الكفار اقسام ثلاثة : 1 - الحَرَم : ولا يجوز لكافر ان يدخله ، بذلك قال معظم الائمة ، وقال ابو ابو حنيفة : يجوز للمعاهِد ان يدخل الحرم بإذن الخليفة او نائبه . 2 - الحجاز : يجوز للكافر دخولُها بإذن ، ولكنه لا يقيم فيها اكثر من ثلاثة ايام . ففي حديث مسلم عن ابن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لاُخرجنَّ اليهودَ والنصارى من جزيرة العرب ، فلا أتركُ فيها الا مسلما " . وقد اخرج مالك في الموطَّأ " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " وقد أجلاهم عُمَرُ في خلافته . 3 - سائر بلاد الاسلام : ويجوز للكافر ان يقيم فيها بعهد وامان . { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَآءَ } . وان خفتم فَقْراً بسب انقطاع تجارتهم عنكم ، فإن الله سوف يُعوّضكم عن هذا ، ويغنيكم من فضله إن شاء ، فهو المتكفّل بأمر الرزق . وقد فتح الله عليهم الرزق من أبواب واسعة ، فأسلم اهلُ اليمن وصاروا يجلبون الطعام . وأسلم أولئك المشركون ، ولم يبقَ احدٌ منهم يُمنع من الحرم ، ثم جاءتهم الثروة من كل جانب بما فتح الله عليهم من البلاد ، فكثرت الغنائم وتوجه اليهم الناس من كل فجّ . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } عليم بشئونكم ، حيكم يدبر الأمر كله عن تقدير وحساب .