Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 5-8)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فاذا انسلخ : اذا انقضت وانتهت . الاشهر الحرم : هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم … حرم الله فهي القتال . احصروهم : احبسوهم امنعوهم من الخروج . المرصد : الموضع الذي يرقب فيه العدو . استجار : طلب الامان والحماية . أَجره : أمنه . مأمنه : مسكنه الذي يأمن فيه . إلاَّ : جوارا او قرابة . بعد تقرير الحكم ببراءة الله ورسوله من المشركين ، مع استثناء الذين لم ينقُصوا المسلمين شيئاً ولم يُظهروا عليهم أحداً - قفى على ذلك بذكر ما يجب ان يفعله المسلمون بعد انقضاء الأجل المضروب والامان الذي أُعطي لهم . فاذا انقضت الأشهر الاربعة التي حرَّم الله فيها قتال المشركين ، فافعلوا كل ما ترونه موافقاً للمصلحة من تدابير الحرب وشئونها … اقتلوا الناقضين للعهد في كل مكان ، وخُذوهم بالشدّة ، واضربوا عليهم الحِصار بسدّ الطرق ، واقعدوا لم في كل سبيل . فإن تابوا عن الكفر ، واسلموا والتزموا باحكام الاسلام - فلا سبيل لكم عليهم ، لدخولهم في دين الله . ان الله تعالى يغفر لهم ما سبق من الشرك والضلال ، فهو واسع الرحة بعباده . روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أُمرتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله ، وان محمداً رسولُ الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عَصَمُوا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحق الاسلام ، وحِسابُهم على الله " . { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } . وان طلب منك الأمانَ أيها الرسول ، أحدٌ من المشركين الذين أُمرتُم بقتالهم ليسمعَ دعوتك ويعلم ما أنزلَ الهُ ، فأمِّنْه حتى يسمعَ كلام الله ، فان دخل في الاسلام فهو منكم ، وإن لم يدخل فأبلِغْه مسكنه الذي يأمن فيه . وهذا الأمر بتأمين المستجدِّ من هؤلاء الناس حتى يسمع كلام الله إنما تبريره أنه جاهل للاسلام ، وأمثاله قوم لا يدرون ما الكتاب ولا الايمان . { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ } . انتهى في الآيات السابقة من تقرير الاحكام النهائية بين المسلمين والمشركين في الجزيرة ، فأخذ في الآيات اللاحقة يقرر انه لا ينبغي ان يكون للمشركين عهد عند الله وسوله : كيف يكون لهؤلاء الناقضين للعهود مرارا ، عهدٌ محترم ؟ لا تأخذوا ايها المسلمون بعهودهم الا الذين عاهدتموهم منهم عند المسجد الحرام ( مثل بني كِنانة وبني ضمَرة ) لأنهم لم ينقضوا عهدهم الذي عاهدوا الرسول عليه يوم الحديبية ، وهي قريبة من مكة ، ولذلك قال تعالى : عند المسجد الحرام . فاستقيموا ايها المسلمون على عهد هؤلاء ما دااموا مستقيمين { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } الذين يخشون نقض العهد ، فلا يفعلونه . { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } . كيف تحافظون على عهودهم ، وهم قوم إن تمكنوا لم يدّخروا جُهدا في القضاء عليكم ، غير مراعين جواراً ولا قرابة ولا عهدا . ثم بين الله ما تنطوي عليه نواياهم من الضغينة فقال : { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } . انهم يخدعونكم بكلامهم المعسول ، وقلوبهم منطوية كراهيتكم ، وأكثرُهم خارجون عن الحق ناقضون للعهد ، فليس عندهم وفاء لكم ولا ود .