Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-72)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جنات عدن : جنات الخلود . رضوان من الله : رضى من الله . بعد ان ذكرا لله تعالى افعال المنافقين وصفاتِهم المنكرة ، وذكر ما أعدَّه لهم من العذاب في الدنيا والآخرة - بيّنَ لنا صفة المؤمنين والمؤمنات ، الصادقين في ايمانهم ، الذين هُدُوا الى الطّيب من القول ، وساروا على الصراط المستقيم . { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } . إنهم نصراء بعضٍ يتّجهون بهذه الوَلاية الى الأمر بالمعروفِ والنهي عن المنكر ، لتحقيق الخير ودفع الشر ، مع التضامن والتعاون لإعلاء كملة الله . وهم " يقيمون الصلاة " في اوقاتها ، وهي الصلة التي تربطهم بالله ، " ويؤتون الزكاة " تلك الفريضة العظيمة التي تربط بين جماعة المسلمين ، وتحقّقِ الصورة الماديّةَ والروحية للولاية والتضامن ، " ويطيعون اللهَ ورسولَه " بامتثال الأوامر ، واجتناب النواهي . ماذا اعد الله لِلذين يتّصفون بهذه الصفات السامية ؟ { أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } . ان الله يتعهدهم برحمته في الدنيا والآخرة . فهذه الصفات الأربع في المؤمنين : الأمر بالمعروف . والنهي عن المنكر ، واقامة الصلاة ، وايتاء الزكاة - تقابلُ من صفاتِ المنافقين : الأمرَ بالمنكر ، والنهيَ عن المعروف ، ونسيانَ الله ، وقبضَ الأيدي ، وصفاتُ المؤمنين هي التي وعدهم اللهُ عليها بالنصر والتمكين في الأرض ، { ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . وبعد ان بيّن رحمتَه للمؤمنين ونصره لهم إجمالاً بيّن ثانيةً ما وعدَهم به من الجزاء المفسِّر لرحمته تفصيلاً فقال : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } . لقد وعدهم اللهُ الجنةَ خالدين في نعيمها ، وأعدَّ لهم مساكنَ تَطيبُ بها نفوسُهم في دار الاقامة والخلود . ولهم فوقها ما هو اكبر واعظم . { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } . وإن الجنةَ بكل ما فيها من نعيمٍ لَتتضاءل أمام ذلك الرضوان الكريم . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } . وذلك الوعدُ بالنعيم الجسمانّي والروحاني هو الفوزُ العظيم الذي يُجزى به المؤمنون المخلصون .