Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 9-10)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

من هنا شرع تبارك وتعالى في ذكر قصة موسى ، وكيف كان ابتداء الوحي إليه ، وتكليمه إياه ، وذلك بعد ما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم ، وسار بأهله قيل قاصداً بلاد مصر بعد ما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين ، ومعه زوجته ، فأضل الطريق ، وكانت ليلة شاتية ، ونزل منزلاً بين شعاب وجبال في برد وشتاء وسحاب وظلام وضباب ، وجعل يقدح بزند معه ليوري ناراً كما جرت له العادة به ، فجعل لا يقدح شيئاً ، ولا يخرج منه شرر ولا شيء ، فبينا هو كذلك ، إذ آنس من جانب الطور ناراً ، أي ظهرت له نار من جانب الجبل الذي هناك عن يمينه ، فقال لأهله يبشرهم { إِنِّىۤ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ } أي شهاب من نار . وفي الآية الأخرى { أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ ٱلْنَّارِ } القصص 29 وهي الجمر الذي معه لهب { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } القصص 29 دل على وجود البرد . وقوله { بِقَبَسٍ } دل على وجود الظلام ، وقوله { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } أي من يهديني الطريق ، دل على أنه قد تاه عن الطريق ، كما قال الثوري عن أبي سعيد الأعور عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } قال من يهديني إلى الطريق ، وكانوا شاتين ، وضلوا الطريق ، فلما رأى النار قال إن لم أجد أحداً يهديني إلى الطريق أتيتكم بنار توقدون بها .