Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 49-51)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تهددهم فلم يقطع ذلك فيهم ، وتوعدهم فما زادهم إلا إيماناً وتسليماً ، وذلك أنه قد كشف عن قلوبهم حجاب الكفر ، وظهر لهم الحق بعلمهم ما جهل قومهم من أن هذا الذي جاء به موسى لا يصدر عن بشر ، إلا أن يكون الله قد أيده به ، وجعله له حجة ودلالة على صدق ما جاء به من ربه ، ولهذا لما قال لهم فرعون { ءَامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } أي كان ينبغي أن تستأذنوني فيما فعلتم ، ولا تفتاتوا علي في ذلك ، فإن أذنت لكم فعلتم ، وإن منعتكم امتنعتم ، فإني أنا الحاكم المطاع { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ } وهذه مكابرة يعلم كل أحد بطلانها ، فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم ، فكيف يكون كبيرهم الذي أفادهم صناعة السحر ؟ هذا لا يقوله عاقل . ثم توعدهم فرعون بقطع الأيدي والأرجل والصلب ، فقالوا { لاَ ضَيْرَ } أي لاحرج ، ولا يضرنا ذلك ، ولا نبالي به { إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } أي المرجع إلى الله عز وجل ، وهو لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، ولا يخفى عليه ما فعلت بنا ، وسيجزينا على ذلك أتم الجزاء ، ولهذا قالوا { إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰيَـٰنَآ } أي ما قارفنا من الذنوب ، وما أكرهتنا عليه من السحر { أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي بسبب أنا بادرنا قومنا من القبط إلى الإيمان . فقتلهم كلهم .