Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 136-136)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه ، وليس هذا من باب تحصيل الحاصل ، بل من باب تكميل الكامل ، وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه ، كما يقول المؤمن في كل صلاة { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } الفاتحة 6 أي بصرنا فيه ، وزدنا هدى ، وثبتنا عليه ، فأمرهم بالإيمان به وبرسوله كما قال تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ } يعني القرآن ، { وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِىۤ أَنَزلَ مِن قَبْلُ } وهذا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة ، وقال في القرآن نزّل لأنه نزل مفرقاً منجماً على الوقائع ، بحسب ما يحتاج إليه العباد في معاشهم ومعادهم ، وأما الكتب المتقدمة ، فكانت تنزل جملة واحدة ، لهذا قال تعالى { وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِىۤ أَنَزلَ مِن قَبْلُ } ، ثم قال تعالى { وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً } أي فقد خرج عن طريق الهدى ، وبعد عن القصد كل البعد .