Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-188)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أمره الله تعالى أن يفوض الأمور إليه ، وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب المستقبل ، ولا اطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه ، كما قال تعالى { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } الجن 26 الآية . وقوله { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ } قال عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ } قال لو كنت أعلم متى أموت ؟ لعملت عملاً صالحاً ، وكذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد ، وقال مثله ابن جريج ، وفيه نظر لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة ، وفي رواية كان إذا عمل عملاً أثبته ، فجميع عمله كان على منوال واحد كأنه ينظر إلى الله عز وجل في جميع أحواله ، اللهم إلا أن يكون المراد أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك ، والله أعلم . والأحسن في هذا ما رواه الضحاك عن ابن عباس { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ } أي من المال . وفي رواية لعلمت إذا اشتريت شيئاً ما أربح فيه ، فلا أبيع شيئاً إلا ربحت فيه { وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوۤءُ } ولا يصيبني الفقر . وقال ابن جرير وقال آخرون معنى ذلك لو كنت أعلم الغيب ، لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة ، ولوقت الغلاء من الرخص ، فاستعددت له من الرخص ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم { وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوۤءُ } قال لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون ، واتقيته ، ثم أخبر أنه إنما هو نذير وبشير ، أي نذير من العذاب ، وبشير للمؤمنين بالجنات كما قال تعالى { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـٰهُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } مريم 97 .