Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 8-18)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى العذاب واقع بالكافرين { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد ابن جبير وعكرمة والسدي وغير واحد أي كدردي الزيت { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } أي كالصوف المنفوش ، قاله مجاهد وقتادة و السدي ، وهذه الآية كقوله تعالى { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } القارعة 5 وقوله تعالى { وَلاَ يَسْـئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي لا يسأل القريب قريبه عن حاله ، وهو يراه في أسوأ الأحوال ، فتشغله نفسه عن غيره ، قال العوفي عن ابن عباس يعرف بعضهم بعضاً ، ويتعارفون بينهم ، ثم يفرّ بعضهم من بعض بعد ذلك ، يقول الله تعالى { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس 37 وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } لقمان 33 وكقوله تعالى { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } فاطر 18 وكقوله تعالى { فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَـٰبَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } المؤمنون 101 وكقوله تعالى { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس 34 ــــ 37 وقوله تعالى { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَـٰحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِى تُـئْوِيهِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ كَلاَّ } أي لا يقبل منه فداء ، ولو جاء بأهل الأرض وبأعز ما يجده من المال ، ولو بملء الأرض ذهباً ، أو من ولده الذي كان في الدنيا حشاشة كبده ، يود يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب الله به ، ولا يقبل منه . قال مجاهد والسدي { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُئْوِيهِ } قبيلته وعشيرته ، وقال عكرمة فخذه الذي هومنهم ، وقال أشهب عن مالك فصيلته أمه ، وقوله تعالى { إِنَّهَا لَظَىٰ } يصف النار وشدة حرها { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } قال ابن عباس ومجاهد جلدة الرأس ، وقال العوفي عن ابن عباس { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } الجلود والهام ، وقال مجاهد ما دون العظم من اللحم ، وقال سعيد بن جبير للعصب والعقب . وقال أبو صالح { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } يعني أطراف اليدين والرجلين ، وقال أيضاً { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } لحم الساقين ، وقال الحسن البصري وثابت البناني { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } أي مكارم وجهه ، وقال الحسن أيضاً تحرق كل شيء فيه ، ويبقى فؤاده يصيح . وقال قتادة { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } أي نزاعة لهامته ، ومكارم وجهه ، وخلقه وأطرافه . وقال الضحاك تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئاً ، وقال ابن زيد الشوى الآراب العظام ، فقوله نزاعة ، قال تقطع عظامهم ، ثم تبدل جلودهم وخلقهم . وقوله تعالى { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } أي تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها ، وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها ، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب ، وذلك أنهم كما قال الله عزّ وجلّ كانوا ممن أدبر وتولى ، أي كذب بقلبه ، وترك العمل بجوارحه ، { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } أي جمع المال بعضه على بعض فأوعاه ، أي أوكاه ، ومنع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة ، وقد ورد في الحديث " لا توعى فيوعى الله عليك " وكان عبد الله بن عكيم لا يربط له كيساً ، ويقول سمعت الله يقول { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } وقال الحسن البصري يابن آدم سمعت وعيد الله ، ثم أوعيت الدنيا . وقال قتادة في قوله { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } قال كان جموعاً قموماً للخبيث .