Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 61-68)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ } ابتدأ خلقكم { مِّنَ ٱلأَرْضِ } وذلك أن آدم خلق من الأرض وهم منه { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } وجعلكم عمّارها وسكانها ، قال ابن عباس : أعاشكم فيها ، الضحّاك : أطال أعماركم ، مجاهد : أعمركم من العمر أي جعلها داركم وسكنكم ، قتادة : أسكنكم فيها . { فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ } ممّن رجاه { مُّجِيبٌ } لمن دعاه . { قَالُواْ } يعني قوم ثمود { يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا } القول أي كنا نرجو أن تكون فينا سيّداً ، وقيل : كنا نرجو أن تعود إلى ديننا { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } من الآلهة . { وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } موقع في الريبة وموجب إليها ، يقال : أربته إرابة إذا فعلت به فعلا يوجب لديه الريبة ، قال الهذلي : @ كنت إذا أتيته من غيبِ يشم عطفي ويبز ثوبى كأنما أربته بريب @@ { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } نبوة وحكمة { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ } لا يمنعني من عذاب الله { إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } قال ابن عباس : غير خسارة في خسارتكم ، الفرّاء : تضليل ، قال الحسين بن الفضيل : لم يكن صالح في خسارة حين قال ، علمت علم العرب ، فما تزيدونني غير تخسير ، وإنما المعنى ما تزيدونني ، كما يقولون : ما أسبق إياكم إلى الخسارة ، وهو قول العرب : فسقته وفجرته إذا نسبته إلى الفسق والفجور ، وكذلك خسرته : نسبته إلى الخسران . { وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } نصب على الحال والقطع { فَذَرُوهَا } أي دعوها تأكل في أرض الله من العشب والنبات فليس عليكم رزقها ولا مؤنتها . { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } ولا تصيبوها بعقر ونحر { فَيَأْخُذَكُمْ } إن قتلتموها { عَذَابٌ قَرِيبٌ } من عقرها { فَعَقَرُوهَا فَقَالَ } لهم صالح { تَمَتَّعُواْ } حتى يحين ( عذابه ) { فِي دَارِكُمْ } منازلكم { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } تمهلون { ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } غير كذب وقيل : غير مكذوب فيه . { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ } نعمة وعصمة { مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ } عذابه وهوانه . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ * وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ } يعني صيحة جبريل { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } صرعى ، هلكى { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ } يقيموا ويكونوا { فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } .