Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 61-64)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ } فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } أي على ظهر الأرض كناية عن غير مذكور { مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يمهلهم عليه { إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } منتهى آجالهم ساعة وانقضاء أعمارهم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ولا يقال موت قبله { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } لأنفسهم ، يعني البنات { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ } محل ( ان ) نصب بدل عن الكذب لأنه بيان وترجمة له . وقرأ ابن عبّاس : والحسنى ( الكذب ) برفع الكاف والذال والباء على نعت الألسنة ، والكذب : جمع كذوب ، مثل رسول ورسل وصبور وصبر وشكور وشكر . { أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ } يعني اليقين ومعنى الآية : ويجعلون له البنات ويزعمون أن لهم البنين . وقال حيان : يعني بالحسنى الجنة في المعاد إن كان محمّد صادقاً في البعث . { لاَ جَرَمَ } حقاً ، وقال ابن عبّاس : بلى . { أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ } في الآخرة { وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } منسيون في النار . قال ابن عبّاس وسعيد بن جبير : مبعدون . مقاتل : متروكون . قتادة : معجلون إلى النار . الفراء : مقدمون على النار . وقرأ نافع : ( مفرطون ) بكسر الراء مع التخفيف أي مسرفون ، وقرأ أبو جعفر : بكسر الراء مع التشديد أي مضيّعون أمر الله تعالى . { تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } كما أرسلناك إلى هذه الأُمة { فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } الخبيثة التي كانوا عليها مقيمين { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ } ناصرهم ومعينهم وقرينهم ومتولي أمورهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة . { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } من الدين والأحكام { وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } عطف الهدى والرحمة على موضع قوله ( لتبين ) لأن محله نصب ومجاز الكلام : وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ بيانا للناس وهدى ورحمة .