Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 88-104)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } خالص من الشرك والشك ، فأمّا الذنوب فليس يسلم منها أحد هذا قول أكثر المفسّرين . وقال سعيد بن المسيّب : القلب السليم هو الصحيح ، وهو قلب المؤمن لأنّ قلب الكافر والمنافق مريض ، قال الله سبحانه { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } [ البقرة : 10 ] . وقال أبو عثمان النيسابوري : هو القلب الخالي من البدعة ، المطمئن على السنّة . وقال الحسين بن الفضل : سليم من آفة المال والبنين . وقال الجنيد : السليم في اللغة اللديغ فمعناه : كاللّديغ من خوف الله . { وَأُزْلِفَتِ } وقُرّبت { ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ } وأُظهرت { ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } للكافرين { وَقِيلَ لَهُمْ } يوم القيامة { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } لأنفسهم { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } . قال ابن عباس : جمعوا ، مجاهد : ذهبوا ، مقاتل : قذفوا ، وأصله كببوا فكررت الكاف فيه مثل قولك : تهنهني وريح صرصر ونحوهما . { هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } يعني الشياطين ، عن قتادة ومقاتل ، الكلبي : كَفَرة الجن . { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } وهم أتباعه ومن أطاعهُ من الجن والإنس قالوا للشياطين والمعبودين { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم } نعدلكم { بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } فنعبدكم من دونه { وَمَآ أَضَلَّنَآ } أي دعانا إلى الضلال وأمرنا به { إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني الشياطين ، عن مقاتل ، والكلبي : أوّلونا الذين اقتدينا بهم ، أبو العاليه وعكرمة : يعني إبليس وابن آدم القاتل ؛ لأنه أوّل مَن سنَّ القتال وأنواع المعاصي . { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } قريب ينفعنا ويشفع لنا ، وذلك حين يشفع الملائكة والنبيّون والمؤمنون . أخبرني الحسين بن محمد الفنجوي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن علي اليقطيني قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يزيد العقيلي قال : حدّثنا صفوان بن صالح قال : حدّثنا الوليد بن مسلم قال : حدّثنا من سمع أبا الزبير يقول : أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنَّ الرجل ليقول في الجنة : ربّ ما فعل صديقي فلان وصديقه في الحميم ؟ فيقول الله سبحانه : أخرجوا له صديقه الى الجنة فيقول مَنْ بقي { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } " . وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا سمعان بن أبي مسعود قال : حدّثنا المضّاء بن الجارود قال : حدّثنا صالح المرّي عن الحسن قال : ما اجتمع ملأ على ذكر الله تعالى فيهم عبد من أهل الجنة إلاّ شفّعه الله فيهم وإنّ أهل الإيمان شفعاء بعضهم في بعض ، وهم عند الله شافعون مشفّعون . { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة الى الدنيا تمنّوا حين لم ينفعهم { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } .