Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 12-21)
Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } أوزاركم ، قال الفراء : لفظة أمر ومعناه : جزاء ، مجازه إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم كقوله سبحانه : { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } [ طه : 39 ] وقوله سبحانه : { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } [ النمل : 18 ] لفظة نهي وتأويله جزاء . وقال الشاعر : @ فقلت ادعي وادع فإنّ أندى لصوت أن ينادي داعيان @@ يريد إن دعوت دعوتُ . فأكذبهم الله تعالى ، فقال : { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } أوزار أنفسهم وأثقال من أضلوا وصدوا عن سبيل الله { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } نظيرها و { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [ النحل : 25 ] الآية . روي عوف ، عن الحسن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً وأيما داع دعا إلى ضلالة ، فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً " ثم قرأ الحسن { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } . أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن عبد الرحمن بن هلال العنسي ، عن جرير قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحثّنا على الصدقة ، فأبطأ الناس حتى رُئي في وجهه الغضب ، ثم إنّ رجلا من الأنصار قام فجاء بصرّة وأعطاها ، فتتابع الناس ، فأعطوا حتى رُئي في وجهه السرور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ سنة سيّئة كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " . { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } . قال ابن عباس : بعث نوح ( عليه السلام ) لأربعين سنة وبقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلاّ خمسين عاماً وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا . { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ * وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } . ويقولون كذباً ، وقال مجاهد : وتصنعون أصناماً بأيديكم فتسمونها آلهة ، نظيره قوله سبحانه : { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } [ الصافات : 95 ] ، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } على المبالغة والكثرة . { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } فاهلكوا { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ * أَوَلَمْ يَرَوْاْ } بالتاء كوفي غيرهم بالياء { كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ } الله ، { ٱلْخَلْقَ } يعني فانظروا إلى مساكن القرون الماضية وديارهم وآثارهم كيف بدأ خلقهم ولم يتعذر عليه مبدئاً فكذلك لا يتعذر عليه إنشائها معيداً . { ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ } أي يبدأ البدأة { ٱلآخِرَةَ } بعد الموت . وفيها لغتان : بالمد وهي قراءة ابن كثير والحسن وأبو عمر وحبيب كانت ، و ( نشأة ) بالقصر وتسكين السين وهي قراءة الناس ونظيرها الرأفة ، والرأفة { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } تردون .