Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 21-32)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُواْ } يعني الكفّار الّذين يحشرون إلى النّار . { لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } حدثنا عقيل بن محمّد : إنّ أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمّد بن جرير ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، أخبرنا علي بن قادم الفزاري ، أخبرنا شريك ، عن عبيد المكيت ، عن الشعبي ، عن أنس ، قال : ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتّى بدت نواجذه ، ثمّ قال : " ألاّ تسألوني مِمَّ ضحكت " . قالوا : مم ضحكت يارسول الله ؟ قال : " عجبت من مجادلة العبد ربّه يوم القيامة ، قال : يقول يا ربّ أليس وعدتني أن لا تظلمني ؟ قال : فإنّ لك ذاك . قال : فإنّي لا أقبل عليّ شاهداً ، إلاّ من نفسي . قال : أوَ ليس كفى بيّ شهيداً ، وبالملائكة الكرام الكاتبين ؟ قال : فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل " . قال : " فيقول لهنّ بُعداً لَكُنّ وسحقاً عنكنّ كنت أجادل " . قال الله تعالى : { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } أي تستخفون في قول أكثر المفسرين ، وقال مجاهد : تتقون . قتادة : تظنون . { أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } أخبرنا الحسين بن محمّد ابن فنجويه ، حدثنا هارون بن محمد بن هارون وعبد الله بن عبد الرّحمن الوراق ، قالا : حدثنا محمد بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن كثير وأبو حذيفة ، قالا : حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن وهب بن ربيعة ، عن ابن مسعود ، قال : إنّي لمستتر بأستارِ الكعبة ، إذ جاء ثلاثة نفر ، ثقفي وختناه قريشيان ، كثير شحم بطونهم ، قليل فقههم ، فحدّثوا الحديث بينهم ، فقال أحدهم : أترى يسمع ما قلنا ؟ فقال الآخر : إذا رفعنا يسمع ، وإذا خفضنا لم يسمع ، وقال الآخر : إن كان يسمع إذا رفعنا فإنّه يسمع إذا خفضنا . فأتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك ، فأنزل الله تعالى { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } … إلى قوله : { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } والثقفي عبد ياليل وختناه القريشيان ربيعة وصفوان بن أمية . { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ } أهلككم . { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } قال قتادة : الظنّ هاهنا بمعنى العلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يموتنّ أحدكم ، إلاّ وهو يحسن الظنّ بالله ، وإنّ قوماً أساءوا الظنّ بربّهم فأهلكهم " فذلك قوله : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم } … الآية . أخبرنا الحسين بن محمّد بن فنجويه الدينوري ، حدثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي ، حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ، حدثنا أحمد بن حفص ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي الزياد عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : " أنا عند ظنّ عبدي بيّ ، وأنا معه حين يذكرني " . وقال قتادة : من استطاع منكم أن يموت وهو حسن الظنّ بربّه فليفعل ، فإنّ الظنّ إثنان : ظنّ ينجي ، وظنّ يردي ، وقال محمّد بن حازم الباهلي : @ الحسن الظنّ مستريح يهتم من ظنّه قبيح من روح الله عنه هبّت من كلّ وجه ريح لم يخب المرء عن منح سخاء وإنّما يهلك الشحيح @@ { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ } يسترضوا ويطلبوا العتبى . { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } المرضيين ، والمعتّب الّذي قَبل عتابة وأجيب إلى ما يسأل ، وقرأ عبيد بن عمير { وإن تُستعتبوا } على لفظ المجهول { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } بكسر التاء ، يعني إن سألوا أن يعملوا ما يرضون به ربّهم { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } أي ما هم بقادرين على إرضاء ربّهم لأنهم فارقوا دار العمل . { وَقَيَّضْنَا } سلّطنا وبعثنا ووكلنا . { لَهُمْ قُرَنَآءَ } نظراء من الشياطين . { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من أمر الدّنيا حتّى آثروه على الآخرة . { وَمَا خَلْفَهُمْ } من أمر الآخرة ، فدعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث . { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ } مع أمم . { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من مشركي قريش . { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْا فِيهِ } قال ابن عباس : يعني والغطوا فيه ، كان بعضهم يوصي إلى بعض ، إذا رأيتم محمداً يقرأ ، فعارضوه بالزجر والإبتعاد . مجاهد { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } بالمكاء والصفير وتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ . قال الضحاك : إكثروا الكلام فيختلط عليه القول . السدي : صيحوا في وجهه . مقاتل : إرفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم حتّى تلبسوا عليهم قولهم ، فيسكتوا . أبو العالية : قعوا فيه وعيبوه . وقرأ عيسى بن عمرو { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } بضم الغين . قال الأخفش : فتح الغين ، كان من لغا يلغا مثل طغا يطغا ، ومن ضم الغين كان من لغا يلغوا مثل دعا يدعوا . { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } محمداً على قراءته . { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ } أقبح . { ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الدّنيا . { ذَلِكَ } الّذي ذكرت . { جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ } ثمّ بيّن ذلك الجزاء ما هو ، فقال : { ٱلنَّارُ } أي هو النّار . { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ } فقد ذكر إنّها في قراءة ابن عباس ذلك جزاء أعداء الله النّار دار الخلد ، ترجم بالدار عن النّار ، وهو مجاز الآية . { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ } وهو إبليس الأبالسة . { وَٱلإِنسِ } وهو ابن آدم الّذي قتل أخاه . { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا } في النّار . { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } في الدرك الأسفل لأنهما سنا المعصية . { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي بقراءتي عليه ، حدثنا الفضل الكندي ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزيدي العسكري ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو قتيبة سلمة بن قتيبة ، حدثنا سهل بن أبي حزم عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } قال : من مات عليها ، فهو ممّن استقام . أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي بقراءتي عليه ، حدثنا عبيد بن محمد بن شنبه ، حدثنا جعفر ابن الفربابي ، حدثنا محمد بن الحسن البلخي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن سعيد بن عمران ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } قال : لم يشركوا بالله شيئاً . أخبرنا ابن فنجويه الثقفي ، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا يونس ، عن الزهري إنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال وهو يخطب النّاس على المنبر : { ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } فقال : استقاموا على طريقة الله بطاعته ، ثمّ لم يروغوا روّغان الثعالب ، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : يعني أخلصوا العمل لله ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أدُّوا الفرائض . ابن عباس استقاموا على أداء فرائضه . أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، حدثنا محمد بن موسى الحلواني ، حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور ، حدثنا مسكين أبو فاطمة عن شهر بن حوشب ، قال : قال الحسن : وتلا هذه الآية { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } فقال : استقاموا على أمر الله تعالى ، فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته . مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلاّ الله ، حتّى لحقوا به . قتادة وابن زيد : استقاموا على عبادة الله وطاعته ، ابن سيرين : لم يعوجّوا ، سفيان الثوري : عملوا على وفاق ما قالوا . مقاتل بن حيان : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا . مقاتل بن سليمان : استقاموا على إنّ الله ربّهم . ربيع : أعرضوا عما سوى الله تعالى . فضيل بن عياض : زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية . بعضهم : استقاموا إسراراً كما استقاموا إقرار ، وقيل : استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً . روى ثابت عن أنس إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية : " أمتي وربّ الكعبة " . أخبرنا الحسن بن محمد الثقفي ، حدثنا الفضل بن الفضل الكندي وأحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم السني ، قالا : حدثنا أبو خليفة الفضل بن حيان الجمحي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي . قال : " قلت : يارسول الله أخبرني بأمر أعتصم به ، فقال : " قل ربّي اللّه ثمّ استقم " قال : قلت : ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ، وقال : " هذا " " . وروي إنّ وفداً أقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم القرآن ، ثمّ بكى ، فقالوا : أمن خوف الّذي بعثك تبكي ؟ قال : " نعم ، إنّي قد بعثت على طريق مثل حد السيف ، إن استقمت نجوت ، وإن زغت عنه هلكت " . وقال قتادة : كان الحسن إذا تلا هذه الآية ، قال : اللَّهم أنت ربّنا فارزقنا الاستقامة . { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } عند الموت { أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ } قال قتادة : إذا قاموا من قبورهم . قال وكيع بن الجراح البسري : تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وفي البعث ، ألاّ يخافوا ولا يحزنوا . قال أبو العالية : لا تخافوا على صنيعكم ولا تحزنوا على مخلفكم . مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم في دنيّاكم من أهل وولد ونشيء ، فإنّا نخلفكم في ذلك كله . السدي : لا تخافوا ما أمامكم ، ولا تحزنوا على ما بعدكم . عطاء بن رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم ، فإنّي أغفرها لكم . وقال أهل اللسان في هذه الآية : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } بالوفاء على ترك الجفاء { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } بالرضا أن لا تخافوا من العناء ولا تحزنوا على الفناء ، وأبشروا بالبقاء مع الّذين كنتم توعدون من اللقاء ، لا تخافوا فلا خوف على أهل الإستقامة ، ولا تحزنوا فإن لكم أنواع الكرامة ، وابشروا بالجنّة الّتي هي دار السلامة . لا تخافوا فعلى دين الله استقمتم ، ولا تحزنوا فبحبل الله اعتصمتم ، وأبشروا بالجنّة وإن ارتبتم وأُحزنتم ، لا تحزنوا فطالما رهبتم ، ولا تحزنوا فقد نلتم ما طلبتم ، وأبشروا بالجنّة الّتي فيها رغبتم ، لا تخافوا فأنتم أهل الإيمان ، ولا تحزنوا فأنتم أهل الغفران ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الرضوان ، لا تخافوا فأنتم أهل الشهادة ، ولا تحزنوا فأنتم أهل السعادة ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الزيادة ، لا تخافوا فأنتم أهل النوال ، ولا تحزنوا فأنتم أهل الوصال ، وأبشروا بالجنّة الّتي هي دار الجلال ، لا تخافوا فقد أمنتم الثبور ولا تحزنوا فقد آن لكم الحبور وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار السرور ، لا تخافوا فسعيكم مشكور ولا تحزنوا فذنبكم مغفور ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار النون ، لا تخافوا فطالما كنتم من الخائفين ، ولا تحزنوا فقد كنتم من العارفين ، وإبشروا بالجنّة الّتي عجز عنها وصف الواصفين ، لا تخافوا فلا خوف على أهل الإيمان ، ولا تحزنوا فلستم من أهل الحرمان ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الإيمان ، لا تخافوا فلستم من أهل الجحيم ، ولا تحزنوا فقد وصلتم إلى الربّ الرحيم ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار النعيم ، لا تخافوا فقد زالت عنكم المخافة ، ولا تحزنوا فقد سلمتم من كلّ آفة ، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الضيافة ، لا تحزنوا العزل عن الولاية ، ولا تحزنوا على ما قدمتم من الخيانة ، وابشروا بالجنّة الّتي هي دار الهداية ، لا تخافوا حلول العذاب ، ولا تحزنوا من هول الحساب وابشروا بالجنّة الّتي دار الثواب . لا تخافوا فأنتم سالمون من العقاب ، ولا تحزنوا فأنتم واصلون إلى الثواب ، وابشروا بالجنّة فإنها نعم المآب . لا تخافوا فأنتم أهل الوفاء ولا تحزنوا على ما كسبتم من الجفاء وإبشروا بالجنّة فإنها دار الصفاء لا تخافوا فقد سلمتم من العطب ، ولا تحزنوا فقد نجوتم من النصب ، وإبشروا بالجنّة فإنّها دار الطرب . { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ } تقول لهم الملائكة الّذين تتنزل عليهم بالبشارة : نحن أولياؤكم وأنصاركم وأحبّاءكم ، { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } قال السدي : نحن أولياؤكم يعني نحن الحفظة الّذين كنا معكم في الدّنيا ، ونحن أولياؤكم في الآخرة . أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا ابن خالد ، أخبرنا داود بن عمرو الضبّي أخبرنا إبراهيم ابن الأشعث عن الفضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ } في الحياة الدّنيا وفي الآخرة . قال : قرناؤهم الّذين كانوا معهم في الدّنيا ، فإذا كان يوم القيامة ، قالوا : لن نفارقكم حتّى ندخلكم الجنّة . { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } تريدون وتسألون وتتمنون ، وأصل الكلمة إنّ ما تدّعون إنّه لكم ، فهو لكم بحكم ربّكم . { نُزُلاً } أي جعل ذلك رزقاً . { مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } .