Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-45)

Tafsir: al-Kašf wa-l-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلْ أَتَاكَ } يا محمد { حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } اختلفوا في عددهم فقال ابن عباس ومقاتل : كانوا اثني عشر ملكاً ، وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه سبعة ، وقال عطاء وجماعة : كانوا ثلاثة : جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر { ٱلْمُكْرَمِينَ } قال ابن عباس : سمّاهم مكرمين ؛ لأنهّم كانوا غير مدعوّين . وأخبرني محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه قال : حدّثني عبد الله بن أحمد الشعراني ، قال : أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن سعيد الأرعيالي قال : سمعت محمد بن عبدالوهاب يقول : قال لي علي بن غنام : عندي هريسة ، ما رأيك فيها ؟ قلت : ما أحسن رأيي ، قال : امضِ ، فدخلت الدار فجعل ينادي يا غلام يا غلام ، والغلام غايب ، فأدخلني بيتاً فجلست فيه ، فما راعني [ إلاّ معه ] القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل ، فقلت : إنّا لله يا أبا الحسن لو علمت أن الأمر عندك هكذا ما دخلت . قال : هوّن عليك ، حدّثنا أبو أسامة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله سبحانه : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } قال : خدمته إياهم بنفسه ، وقال عبدالعزيز بن يحيى الكناني : كانوا مكرمين عند الله ، نظيره في سورة الأنبياء { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } . قال أبو بكر الوراق وابن عطاء : سمّاهم مكرمين ، لأنّ أضياف الكرام مكرمون ، وكان إبراهيم عليه السلام أكرم الخليقة وأطهرهم فتوة . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ } أي أنتم قوم { مُّنكَرُونَ } غرباء لا نعرفكم ، وقيل : إنّما أنكر أمرهم ، لأنّهم دخلوا عليه من غير استئذان ، وقال أبو العالية : أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض . { فَرَاغَ } فعدل ومال إبراهيم { إِلَىٰ أَهْلِهِ } قال الفرّاء : لا ينطق بالروغ حتى يكون صاحبه محتفياً لذهابه ومجيئه { فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } قال قتادة : كان عامة مال إبراهيم البقر { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ * فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } أي صيحة ، ولم يكن ذلك إقبالا من مكان إلى مكان وإنّما هو كقول القائل : أقبل يشتمني ، بمعنى أخذ في شتمي . { فَصَكَّتْ } قال ابن عباس : لطمت { وَجْهَهَا } وقال الآخرون : ضربت يدها على جبهتها تعجباً ، كعادة النساء إذا أنكرن شيئاً أو تعجبن منه ، وأصل الصكّ الضرب { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } مجازه : أتلد عجوز عقيم ؟ وكانت سارة لم تلد قبل ذلك وكان بين البشارة والولادة سنة ، فولدت له سارة وهي بنت سبع وتسعين ، وإبراهيم ابن مائة سنة . { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } حدّثنا أبو بكر بن عبدوس إملاءً قال : أخبرنا أبو سهل القطان ببغداد ، قال : حدّثنا يحيى بن جعفر ، قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف ، قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب ، قال حدّثنا نصر بن علي ، قال : أخبرنا نوح بن قيس ، قال : حدّثنا عون بن أبي شداد أنّ ضيف إبراهيم المكرمين لمّا دخلوا عليه فقرّب إليهم العجل فسحه جبريل عليه السلام بجناحه ، فقام العجل يدرج في الدار حتى لحق بأُمّه . { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } قال الكلبي من سنك ، وكل بيانه قوله سبحانه { سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } [ هود : 82 ، الحجر : 74 ، الفيل : 4 ] . { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } . { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً } عبرة { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } . { وَفِي مُوسَىٰ } أي وتركنا في إرسال موسى أيضاً عبرة وقال الفرّاء : هو معطوف على قوله : { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ … وَفِي مُوسَىٰ } { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } . { فَتَوَلَّىٰ } فأعرض وأدبر عن الإيمان { بِرُكْنِهِ } بقوته وقومه ، نظيره { أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود : 80 ] يعني المنعة والعشيرة ، وقال المؤرخ : بجانبه { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } قال أبو عبيدة : ( أو ) بمعنى ( الواو ) ؛ لأنهم قد قالوهما جميعاً ، وأنشد بيت جرير : @ أثعلبة الفوارس أو رياحاً عدلت بهم طهيّة والخشابا @@ وقد يوضع ( أو ) بمعنى ( الواو ) كقوله : { آثِماً أَوْ كَفُوراً } [ الإنسان : 24 ] و ( الواو ) بمعنى ( أو ) كقوله سبحانه : { فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } [ النساء : 3 ] . { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } قد أتى بما يلام عليه . { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } وهي التي لا تلقّح شجراً ولا تنشئ سحاباً ولا رحمة فيها ( ولا ) بركة . { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } كالنبت الذي قد يبس وديس . قال ابن عباس كالشيء الهالك . مقاتل : كالبالي . مجاهد : كالتبن اليابس . قتادة : كرميم الشجر . أبو العالية : كالتراب المدقوق . [ قال ] يمان : ما رمته الماشية بمرمتها من [ الكلأ ] ، ويقال للنسفة : المرمة والمقمة ، وقيل : أصله من العظم البالي . { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } يعني وقت فناء آجالهم . { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } قال الحسين بن واقد : كلّ صاعقة في القرآن فهي عذاب { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إليها نهاراً . { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ } فما قاموا بعد نزول العذاب بهم ولا قدروا على نهوض به ولا دفاع { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } منتقمين منّا . قال قتادة : وما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من الله .