Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 91-91)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا يعني : أتقول إنك آمنت الآن وإنك من المسلمين . إن قولك هذا مردود لأنه جاء في غير وقته ، فهناك فرق بين إيمان الإجْبار وإيمان الاختيار ، أتقول الآن آمنت وأنت قد عصيت من قبل ، وكنت تفسد في الأرض . وكان من الممكن أن يقبل الله سبحانه منه إيمانه وهو في نجوة بعيدة عن الشر الذي حاق به . فالحق سبحانه لا يقبل إيمان أحد بلغت روحه الحلقوم ، فهذا إيمان إجبار ، لا إيمان اختيار . ولو كان المطلوب إيمان الإجبار لأجبر الحق سبحانه الخلق كلهم على أن يؤمنوا ، ولما استطاع أحد أن يكفر بالله تعالى ، وأمامنا الكون كله خاضع لإمرة الله - سبحانه وتعالى - ولا يتأبى فيه أحد على الله تعالى . وقدرة الحق - عز وجل - المطلقة قادرة على إجبار البشر على الإيمان ، لكنها تثبت طلاقة القدرة ، ولا تثبت المحبوبية للمعبود . وهذه المحبوبية للمعبود لا تثبت إلا إذا كان لك خيار في أن تؤمن أو لا تؤمن . والله سبحانه يريد إيمان الاختيار . إذن : فالمردود من فرعون ليس القول ، ولكن زمن القول . ويقال : إنها رُدَّتْ ولم تُقبل - رغم أنه قالها ثلاث مرات - لأن قوم موسى في ذلك الوقت كانوا قد دخلوا في مرحلة التجسيم لذات الله وادعوا - معاذ الله - أن الله - تعالى الله عما يقولون - جلس على صخرة وأنزل رِجْليه في حوض ماء ، وكان يلعب مع الحوت … إلى آخر الخرافات التي ابتدعها بنو إسرائيل . وحين أعلن فرعون أنه آمن بالإله الذي آمنت به بنو إسرائيل ، فهذا يعني أنه لم يؤمن بالإله الحق سبحانه . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ … } .