Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 67-67)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ويسمي الحق سبحانه هنا العذاب الذي نزل على ثمود " الصيحة " وسمّاه في موضع آخر " الطاغية " : { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } [ الحاقة : 5 ] . وسمّاه في موضع آخر " صاعقة " فقال سبحانه : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } [ فصلت : 13 ] . وفي سورة الأعراف سمّاه " الرجفة " ، وكل من الصاعقة والصيحة والرجفة تؤدي معنى الحدث الذي يَدْهَمُ ، ولا يمكن الفكاك منه . ولقائل أن يقول : لماذا لم يقل الحق سبحانه هنا : " وأخذت الذين ظلموا الصيحة " ؟ لماذا اختفت تاء التأنيث من الفعل ، وقال سبحانه : { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ … } [ هود : 67 ] . ونقول : إن الذي يتكلم هنا هو رب العباد سبحانه ، ولا يصح أن نفهم الصيحة على أنها جاءت لتعبر عن صيحة واحدة ، فتاء التأنيث تعبر عن الصيحة لمرة واحدة ، أما إذا تكررت وصارت صياحاً كثيراً تأخذهم كل صيحة من الصياح . وهنا نلمح أن الصيحة فيها ضعف الأنوثة ، أما الصياح ففيه عزيمة وقوة الرجولة ، فأراد الحق سبحانه أن يجمع الأمرين ، فقال : " أخذ " ولم يقل : " أخذت " . ثم قال سبحانه : { … فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [ هود : 67 ] . أي : مُلْقون على رُكَبهم وعلى جباههم بلا حركة . ويقول الحق سبحانه بعد ذلك : { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ … } .