Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-74)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والجدل هو أن تأخذ حُجَّة من مقابل وتعطيه حُجَّة لتصل إلى حق . والجدل يختلف عن المراء فالمراء يعني أنك تعرف الحقيقة وتجادل بالباطل لأنك لا تريد أن تصل إلى الحق . وقد نهانا الحق سبحانه عن المراء ، وأمرنا بأن نجادل بشرط أن يكون الجدال بالتي هي أحسن . وهنا يبيِّن لنا الحق سبحانه أن إبراهيم بعد أن ذهب عنه الروع وجاءته البشرى بأن الله تعالى سيرزقه بغلام ، وعلم إبراهيم من الملائكة أنهم ذاهبون لتعذيب قوم لوط : { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ … } [ الذاريات : 32 - 34 ] . ومجادلة سيدنا إبراهيم في عقاب قوم لوط ، لم تكن ردّاً لأمر الله ، ولكن طلباً للإمهال لعلهم يؤمنون ذلك أن قلب إبراهيم عليه السلام قلب رحيم . ولذلك يأتي الحق سبحانه بالعلة في المجادلة في قوله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ … } .