Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 45-45)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكان الذي نجا من السجينين يسمع مقالة الملك وردّ الملأ فاسترجع بذاكرته ما مَرَّ عليه في السجن ، وكيف رأى الرُّؤيا ، وكيف قام يوسف بتأويلها . وقوله : { وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ … } [ يوسف : 45 ] . يعني : أنه أجهد عقله وذِهْنه وافتعل التذكُّر لأن فترة لا بأس بها من الزمن قد مَرَّتْ ، وكلمة " أمة " تعني فترة من الزمن كما في قول الحق تبارك وتعالى : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } [ هود : 8 ] . و " الأمة " قد يُراد بها الجماعة من الناس ، ويُراد بها أيضاً الرجل الجامع لكل صفات الخير ، كما قال الحق سبحانه في وصف إبراهيم عليه السلام : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ النحل : 120 ] . أي : أن كل خصال الخير مجموعة في إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام ، وبعد أن افتعل ساقي الملك واجتهد ليتذكر ما حدث له منذ فترة هي بضع سنين أيام أنْ كان سجيناً ورأى رُؤيا منامية أوَّلَها له يوسف ، قال الساقي للملأ وللملك عن تلك الرؤيا : { أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } [ يوسف : 45 ] . وبذلك استأذن ليذهب إلى مَنْ يُؤوِّل له رُؤيا الملك . وقوله : { فَأَرْسِلُونِ } [ يوسف : 45 ] . يعني أن التأويل ليس من عنده بل هو يعرف مَنْ يستطيع تأويل الرُّؤى . ونلحظ أن القرآن لم يحمل على لسان هذا الرجل : إلى من سوف يذهب لأن ذلك معلوم بالنسبة له ولنا ، نحن الذين نقرأ السورة . وانتقل القرآن من طلب الإرسال إلى لقاء يوسف عليه السلام فيقول الحق سبحانه ما جاء على لسان ساقي الملك : { يُوسُفُ أَيُّهَا … } .