Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-6)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : كما آنسَك الله بهذه الرؤيا المُفْرحة المُنْبِئة بأنه سيكون لك شأن كبير بالنسبة لإخوتك وبالنسبة لأبيك ، فلسوف يجتبيك ربك لا بأن يحفظك فقط ولكن بأن يجعل كيدهم سبباً لصالحك ، ويُعلِّمك من تأويل الأحاديث ما يجعل أصحابَ الجاهِ والنفوذ يلتفتون إليك . ومعنى تأويل الشيء أي معرفة ما يؤول إليه الشيء ، ونعلم أن الرُّؤى تأتي كطلاسم ، ولها شَفرة رمزية لا يقوم بِحلِّها إلا مَنْ وهبه الله قدرة على ذلك فهي ليست عِلْماً له قواعد وأصول لأنها إلهامات من الله سبحانه وتعالى . وبعد ذلك تصير يا يوسف على خزائن الأرض حين يُوجد الجَدْبُ ، ويعُمُّ المنطقة كلها ، وتصبح عزيز مصر . ويتابع الحق سبحانه : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ … } [ يوسف : 6 ] . فكلُّ ما تَمَتَّع به يوسف هو من نعم الدنيا ، وتاج نعمة الدنيا أن الله اجتباه رسولاً . أو أن : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ … } [ يوسف : 6 ] . بمعنى إلا تسلب منك النعمة أبداً ففي حياة يوسف منصبٌ مهم ، هو منصب عزيز مصر ، والمناصب من الأغيار التي يمكن أن تنزع . أو أن : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ … } [ يوسف : 6 ] . بأن يصل نعيم دنياك بنعيم أُخْراك . ويتابع الحق سبحانه : { وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ يوسف : 6 ] . يُذكِّر الحق سبحانه يوسف عليه السلام بأن كيد إخوته له لا يجب أن يُحوِّله إلى عداوة لأن النِّعم ستتم أيضاً على هؤلاء الإخوة فهم آلُ يعقوب هم وأبناؤهم حَفَدة يعقوب ، وسينالهم بعضٌ من عِزِّ يوسف وجاهه وماله ، كما أتمَّها من قبل على إبراهيم الجد الأول ليوسف باتخاذه خليلا لله ، وأتمَّ سبحانه نعمته على إسحاق بالنبوة . وهو سبحانه أعلمُ بمَنْ يستحق حمْل الرسالة ، وهو الحكيم الذي لا يترك شيئاً للعبث فهو المُقدِّر لكل أمر بحيث يكون مُوافِقاً للصواب . ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك : { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ … } .