Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهنا يُسلِّى الحق سبحانه رسوله الكريم ، ويوضح له أن ما حدث له من إنكار ليس بِدعاً ، بل حدث مثله مع غيره من الرسل سواء من إنكار أو تجاهل أو سخرية . وإذا كنت أنت سيد الرسل وخاتم الأنبياء فلا بُدَّ أن تكون مشقتك على قََدْر مهمتك ، ولا بُدَّ أن يكون تعبُك على قَدْر جسامة الرسالة الخاتمة . و { شِيَعِ } [ الحجر : 10 ] . تعني الجماعة الذين اجتمعوا على مذهب واحد سواء كان ضلالاً أم حقاً . والمثَل على مَنِ اجتمعوا على باطل هو قوله الحق : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً … } [ الأنعام : 65 ] . والمثَل على مَنْ اجتمعوا على الحق قوله سبحانه : { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } [ الصافات : 83 ] . وهكذا تكون كلمة شِيع تعني الجماعة التي اجتمعت على الحق أو الباطل . وقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } [ الحجر : 10 ] . يعني أنك لن تكون أقلّ من الرُّسل السابقين عليك ، بل قد تكون رحلتك في الرسالة شاقّة بما يناسب مهمتك ، ويناسب إمامتك للرسل وختامك للأنبياء . ويُكمِل سبحانه ما حدث للرسل السابقين على رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ … } .