Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 66-66)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله الحق : { وَقَضَيْنَآ … } [ الحجر : 66 ] . أي : أوحينا . وسبحانه تكلَّم من قَبْل عن الإنجاء للمؤمنين من آل لوط ثم تكلَّم عن عذاب الكافرين المنحرفين والأمر الذي قضى به الحق سبحانه أنْ يُبيدَ هؤلاء المنحرفين . وقَطْع الدَّابر هو الخَلْع من الجذور . ولذلك يقول القرآن : { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [ الأنعام : 45 ] . وهكذا نفهم أن قَطْع الدابر هو أنْ يأخذَهم الحق سبحانه أَخْذ عزيز مقتدر فلا يُبقِى منهم أحداً . وموعد ذلك هو الصباح ، فبعد أنْ خرج لوط ومَنْ معه بجزء من الليل وتمَّتْ نجاتهم يأتي الأمر بإهلاك المنحرفين في الصباح . والأَخْذ بالصُّبح هو مبدأ من مبادئ الحروب ويُقال : إن أغلب الحروب تبدأ عند أول خيط من خيوط الشمس . والحق سبحانه يقول : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [ الصافات : 177 ] . وهكذا شاء الحق سبحانه أنْ يأخذَهم وهُمْ في استرخاء ولا يملكون قُدْرة على المقاومة . وقَوْل الحق سبحانه هنا : { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } [ الحجر : 66 ] . لا يتناقض مع قوله عنهم في موقع آخر : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } [ الحجر : 73 ] . فكأن بَدْء الصيحة كان صُبْحاً ، ونهايتهم كانت في الشروق . وهكذا رسم الحق سبحانه الصورة واضحة أمام لُوطٍ من قبل أنْ يبدأ التنفيذ فهكذا أخبرتْ الملائكة لوطاً بما سوف يجري . ويعود الحق سبحانه بعد ذلك إلى قوم لوط الذين لا يعرفون ما سوف يحدث لهم ، فيقول سبحانه : { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ … } .