Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 109-109)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فقوله تعالى : { لاَ جَرَمَ … } [ النحل : 109 ] . أي : حقاً ولا بُدَّ ، أولاً جريمة في أن يكون هؤلاء خاسرين في الآخرة ، بما اقترفوه من مُوجبات الخسارة ، وبما أَتَوْا به من حيثيّات ترتَّبَ عليها الحكم بخسارتهم في الآخرة ، فقد حقَّ لهم وثبت لهم ذلك . والمتتبع للآيات السابقة يجد فيها هذه الحيثيات ، بدايةً من قَوْلهم عن رسول الله : { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ … } [ النحل : 101 ] . وقولهم : { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ … } [ النحل : 103 ] . وعدم إيمانهم بآيات الله ، وكونهم كاذبين مفترين على الله ، واطمئنانهم بالكفر ، وانشراح صدورهم به ، واستحبابهم الحياة الدنيا على الآخرة . هذه كلها حيثيات وأسباب أوجبتْ لهم الخسران في الآخرة يوم تُصفّى الحسابات ، وتنكشف الأرباح والخسائر ، وكيف لا يكون عاقبته خُسْراناً مَن اقترف كل هذه الجرائم ؟ ! ثم يقول الحق سبحانه : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ … } .