Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 114-114)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قُلْنا : إن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما اشتد الحال بأهل مكة حتى أكلوا الجيف ، كان يرسل إليهم ما يأكلونه من الحلال الطيب رحمة منه صلى الله عليه وسلم بهم فيقول : { فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ … } [ النحل : 114 ] . أي : أن هذا الرزق ليس من عندي ، بل من عند الله . { حَلالاً طَيِّباً … } [ النحل : 114 ] . ذلك لأنهم كانوا قبل ذلك لا يتورَّعون عن أكل ما حرم الله ، ولا عن أكل الخبيث ، فأراد أن يُنبِّههم أن رِزْق الله لهم من الحلال الطيب الهنيىء ، فيبدلهم الحلال بدل الحرام ، والطيب بدل الخبيث . وقوله تعالى : { وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ … } [ النحل : 114 ] . وهنا إشارة تحذير لهم أنْ يقعوا فيما وقعوا فيه من قَبْل من جُحود النعمة ونكْرانها والكفر بها ، فقد جَرَّبوا عاقبة ذلك ، فنزع الله منهم الأمْنَ ، وألبسهم لباسَ الخوف ، ونزع منهم الشِّبَع ورَغَد العيش ، وألبسهم لباس الجوع ، فخذوا إذن عبرة مما سلف : { إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ النحل : 114 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ … } .