Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 29-29)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سبق أنْ قُلْنا في شرح قوله تعالى في وصف جهنم : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [ الحجر : 44 ] . أي : أن لكل جماعة من أهل المعصية باباً معلوماً … فبابٌ لأهل الربا … وبابٌ لأهل الرِّشوة … وباب لأهل النفاق وهكذا … ولك أن تتصور ما يُلاقيه مَنْ يجمع بين هذه المعاصي ! ! إنه يدخل هذا الباب ثم يخرج منه ليدخل باباً آخر … حقاً ما أتعس هؤلاء ! وهنا يقول تعالى : { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ … } [ النحل : 29 ] . فجاءت أيضاً بصورة الجمع . إذن : كل واحد منكم يدخل من بابه الذي خُصِّص له . ثم يقول سبحانه : { فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } [ النحل : 29 ] . والمثوى هو مكان الإقامة ، وقال تعالى في موضع آخر : { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } [ النحل : 23 ] . فتكبَّر واستكبر وكل ما جاء على وزن تفعَّل يدل على أن كِبْرهم هذا غير ذاتيّ لأن الذي يتكبر حقّاً يتكّبر بما فيه ذاتيّاً لا يسْلبُه منه أحد ، إنما مَنْ يتكبر بشيء لا يملكه فتكبّره غيرُ حقيقيّ ، وسرعان ما يزول ويتصاغر هؤلاء بما تكبَّروا به في الدنيا ، وبذلك لا يكون لأحد أنْ يتكبّر لأن الكبرياءَ الحقيقي لله عزَّ وجل . ثم يقول الحق سبحانه : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ … } .