Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 37-37)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يُسلِّي الحق تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويثبت له حِرْصَه على أمته ، وأنه يُحمِّل نفسه في سبيل هدايتهم فوق ما حَمَّله الله ، كما قال له في آية أخرى : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 3 ] . ويقول تعالى : { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ التوبة : 128 ] . ثم بعد ذلك يقطع الحق سبحانه الأمل أمام المكذبين المعاندين ، فيقول تعالى : { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ … } [ النحل : 37 ] . أي : لا يضل إلا مَنْ لم يقبل الإيمان به فَيَدعُه إلى كفره ، بل ويطمس على قلبه غيْر مأسُوف عليه ، فهذه إرادته ، وقد أجابه الله إلى ما يريد . { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } [ النحل : 37 ] . إذن : المسألة ليستْ مجرد عدم الهداية ، بل هناك معركة لا يجدون لهم فيها ناصراً أو معيناً يُخلِّصهم منها ، كما قال تعالى : { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } [ الشعراء : 100 - 101 ] . إذن : لا يهدي الله مَن اختار لنفسه الضلال ، بل سيُعذِّبه عذاباً لا يجد مَنْ ينصُره فيه . ثم يقول الحق سبحانه عنهم : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ … } .