Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 42-42)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحق تبارك وتعالى يريد أن يعطينا تشريحاً لحال المهاجرين ، فقد ظُلِموا واضْطهِدوا وأُوذُوا في سبيل الله ، ولم يفتنهم هذا كله عن دينهم ، بل صبروا وتحمَّلوا ، بل خرجوا من أموالهم وأولادهم ، وتركوا بلدهم وأرضهم في سبيل دينهم وعقيدتهم ، حدث هذا منهم اتكالاً على أن الله تعالى لن يُضيّعهم . ولذلك جاء التعبير القرآني هكذا { صَبَرُواْ } بصيغة الماضي ، فقد حدث منهم الصبر فعلاً ، كأن الإيذاء الذي صبروا عليه فترة مضتْ وانتهت ، والباقي لهم عِزّة ومنَعة وقوة لا يستطيع أحد أنْ يضطهدهم بعد ذلك ، وهذه من البشارات في الأداء القرآني . أما في التوكل ، فقال تعالى في حقهم : { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ النحل : 42 ] . بصيغة المضارع لأن التوكُّل على الله حدث منهم في الماضي ، ومستمرون فيه في الحاضر والمستقبل ، وهكذا يكون حال المؤمن . وبعد ذلك تكلَّم القرآن الكريم عن قضية وقف منها الكافرون أيضاً موقف العناد والمكابرة والتكذيب ، وهي مسألة إرسال الرسل ، فقال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ … } .